على الرغم من تشابههما، لا تتمتع العينان بنفس
الوظيفة. فالعين المُوجهة، والتي تسمى أيضا بالمُهيمنة، يكون دورها هو تحديد محور الرؤية. فيما العين
الأخرى تُعتبر مُكملة أو مساعدة لها. وعند تركيب الصورتين، يقوم الدماغ بإعادة
تكوين صورة ثلاثية الأبعاد.
في الواقع، كل عين لها مجال رؤية فريد. للتأكد،
أغلق كلتا عينيك على التوالي. فعلى الرغم من التشابه القوي، فإن الصورتين المحصل
عليهما غير متطابقتين ولهما انزلاق بسيط إلى اليمين أو اليسار.
لمعرفة العين المُوجهة أو المهيمنة، ضع إصبعك أمام شيء صغير لإخفائه. ثم بالتناوب قم بإغلاق كل من عينيك. العين المهيمنة
هي التي تُبقي على موضع الشيء بالنسبة لموضع الأصبع. بشكل عام، فإن العين المهيمنة
تكون في جهة اليد المهيمنة.
في الواقع، الدماغ له دور مهم، حيث يقوم هذا
الأخير بتحليل المعلومات الواردة (على شكل إشارات كهربائية) من العينين ثم يقوم
بتشكيل صورة ثلاثية الأبعاد عن طريق دمج الصورتين المحصل عليهما. لكن عند غلق إحدى
العينين، لا يستطيع الدماغ سوى تكوين صورة ثنائية الأبعاد.
ما هي أهمية العين المُوجِّهة ؟
تحديد العين الموجهة أمر مهم جدا عند ممارسة
بعض الرياضات مثل الرماية بالنبال أو الأسلحة النارية. وهناك مِهن تكون فيها الرؤية
الثلاثية الأبعاد ذات أهمية كبيرة مثل طب الجراحة. وللنظر أيضا من خلال المجهر أو
التلسكوب، فمن الضروري أيضًا معرفة العين المُوجِّهة.
موقع العينين في مقدمة الرأس يسمح بتشكيل رؤية
مجسمة ضرورية لتقدير المسافات بشكل صحيح. وهذه الميزة تتواجد أيضا عند العديد من
الحيوانات المُفترسة. تتموضع عيون الفرائس، بشكل عام، على جانبي الرأس حتى تتمكن
من توسيع مجال الرؤية وبالتالي التصرف بسرعة في حال أي تهديد. وعند بعض الطيور،
يمكن أن يصل مجال الرؤية إلى 360 درجة.