في الواقع، ليس هذا الدخان سوى بخار ماء، وهو لايشكل أي خطر، لأنه ليس مشعا على الإطلاق، بسبب أنه لا يتلامس أبدًا داخل المحطة مع الأنابيب التي تمر منها المواد المشعة. بمعنى آخر، يتم استخدام الماء، الذي يتحول إلى بخار أبيض، فقط لتبريد الأنابيب الثانوية للمحطة، التي تشغل التوربينات الكهربائية. وهذه الأنابيب منفصلة تمامًا عن الأنابيب الأولية التي يوجد بها الوقود النووي.
هذا الوقود هو عبارة عن يورانيوم مخصب بشكل خفيف، والذي ينتج عن انشطار ذراته طاقة هائلة. حيث أن غرام واحد فقط من اليورانيوم (235) ينتج نفس كمية الطاقة التي تنتجها عدة أطنان من الوقود الأحفوري. وهذا ما يفسر ضرورة الماء لتبريد هذا النظام!
إذا، بما أن الماء البارد لا يختلط مع الوقود على الاطلاق في أي مرحلة من المراحل، فإن البخار الناتج عنه لا يشكل أي خطر على البشر. ولكن ماذا عن البيئة ؟
في الحقيقة، بخار الماء هو أحد الغازات التي تتسبب في الإحتباس الحراري. ومع ذلك، فهو ليس ضارًا
بالكوكب لأنه بخلاف ثاني أكسيد الكربون، لا يبقى طويلا في الجو، فقط لأيام قليلة، لا أكثر ولا أقل. وبالتالي فإن محطة الطاقة النووية ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون بمقدار أقل بـ 50 مرة عن ما ينبعث من محطة توليد الطاقة التي تعمل بالغاز وبمقدار أقل بـ 150
مرة من ما ينبعث من محطة توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.
كيف تعمل القنبلة النووية ؟
يتطلب تصنيع الأسلحة النووية منشآت
متطورة، لكن مبدأ عمل القنبلة النووية بسيط نسبيًا. بالنسبة للقنبلة الذرية (الانشطار النووي)، يتجلى الأمر في إطلاق سلسلة من التفاعلات. بمعنى آخر، كسر نواة الذرة بحيث تتكرر
هذه الظاهرة، بالضعفين في كل مرة. تضاعف أُسّي يطلق طاقة هائلة.
هذا المبدأ يسمى الانشطار. وبعض المواد هي أكثر
قابلية للانشطار من غيرها. كما هو الحال مع اليورانيوم أو البلوتونيوم ( الذي ينتج عن تحويل اليورانيوم في قلب محطات الطاقة النووية).
لماذا تتسبب التجارب النووية في هطول الأمطار ؟
بصرف النظر عن الآثار الكارثية على الناس
والبيئة، كان للتجارب النووية (العديدة) التي أجريت في الغلاف الجوي
خلال الحرب الباردة نتائج غير متوقعة : فقد تسببت في هطول أمطار على آلاف الكيلومترات حول المواقع المعنية.
قنابل مناخية
في الواقع، السبب في ذلك هو الشحنة الكهربائية المنبعثة من الإشعاع الناتج عن التفجيرات النووية الذي يقوم بدفع قطرات الماء المعلقة في الجو الى التكاتل مع بعضها وبالتالي الهطول على شكل أمطار غزيرة.