هل سمعت بنظرية النافذة المكسورة ؟

زجاج النافذة

تقول هذه النظرية، أنه إذا لم يتم استبدال نافذة مكسورة في مبنى ما على الفور، فستتعرض كل النوافذ الأخرى في المبنى أيضًا للكسر بعد فترة وجيزة، لأن النافذة المكسورة الاولى قد توحي بأن المبنى مهجور. بمعنى آخر، فكل تدهور أو تخريب، صغيرا كان، في الفضاء العام، يؤدي تلقائيا الى تدهورات أخرى وبالتالي إلى تدهور شمولي في المجتمع.


هناك أيضًا من يتبنى مثال السيارة المخدوشة لإعطاء صورة توضيحية لهذه الظاهرة. فالسيارة المخدوشة ستتعرض للمزيد من الخدش أكثر من السيارة التي ليس عليها خدوش.


لقد ظهرت هذه النظرية (النافذة المكسورة) في مقال مشهور نشر في عام 1982، وكتبه أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، (جيمس ويلسون) وأستاذ علم الجريمة (جورج كيلينج). وخلص المقال إلى أن أسباب الجريمة لا تكمن في العوامل الاجتماعية العميقة مثل الفقر أو التهميش، ولكن في التفاصيل الصغيرة للحياة اليومية التي يمكن أن تحول فضاءا آمنا إلى (غابة) حقيقية.


في الواقع، خلق المقال جدلا كبيرا. لأنه حتى ذلك الحين كان يُعتقد أن الخوف، أي (الشعور بعدم الأمان) كان نتيجة للانحراف. لكن نظرية الزجاج المكسور تقول عكس ذلك. بأن الخوف هو (محرك) لتعزيز الانحراف.

أمثلة على تطبيق نظرية النافذة المكسورة على أرض الواقع

تم تطبيق نظرية النافذة المكسورة في سياقات مختلفة لمنع الجريمة وتهذيب السلوك. فيما يلي بعض الأمثلة لتطبيق هذه النظرية :

- نفذت مدينة نيويورك سياسة "عدم التسامح" (zero tolerance) في التسعينيات، والتي تعاملت بقسوة مع الجرائم البسيطة مثل التخريب والكتابة على الجدران، من أجل منع انتشار الجرائم الخطيرة.

- في عالم الإقتصاد، تم تطبيق نظرية النوافذ المكسورة في الشركات لتحسين سلوكيات الموظفين. في الواقع، إذا لم يتم تصحيح السلوك غير اللائق بسرعة، فقد ينتشر ويؤثر على الشركة بأكملها. في المقابل، إذا تم تصحيح السلوك غير المناسب بسرعة، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين المناخ العام للشركة وتعزيز الشعور بالأمان للموظفين.

- في المجال الحضري، تم استخدام نظرية النوافذ المكسورة لتحسين سلامة الأحياء. في الواقع، إذا تم إهمال صيانة أحد الأحياء وظهرت فيه علامات الفوضى والتخريب، فقد يشجع ذلك السلوك الإجرامي. في المقابل، إذا تمت صيانة الحي باستمرار وتم تصحيح علامات التخريب بسرعة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ترسيخ مناخ الأمان ومنح شعور الأمان للسكان.


كخلاصة، تم تطبيق نظرية النافذة المكسورة في سياقات مختلفة لمنع الجريمة وتحسين سلوك الفرد. لقد تم استخدام النظرية لتحسين آمان الأحياء، وتعزيز ثقافة الشركات ومنع الجرائم الأكثر خطورة.