أطول مباراة ملاكمة في التاريخ !

 

مهارات الملاكمة، كيف تحسب نقاط الملاكمة، قوانين الملاكمة، فوائد الملاكمة، رياضة الملاكمة، حركات الملاكمة، تدريب الملاكمة

جرت أطول مباراة ملاكمة في التاريخ في يوم 6 أبريل عام 1893 بين الملاكمين ’’جاك بورك‘‘ و’’أندي بوين‘‘. وقد استمرت أكثر من 7 ساعات، وبلغ عدد الجولات فيها 111 جولة. حيث لم يستطع الحكم أن يقرر من الفائز بين الملاكمين ما اضطره الى انهاء النزال. وقد فكّر الملاكم ’’جاك بورك‘‘ بإنهاء مسيرته بعد هذه المباراة بعد أن تعرضت كل عظام يديه، تقريبًا، للكسر.

أما (آندي بوين) فقد خاض مبارايات ملاكمة قليلة بعد هذه المباراة، ومات بعد تعرضه لإصابة خطيرة في الرأس في المواجهة الأخيرة التي واجه فيها الملاكم (لافين).


في الواقع، كلما طالت مباراة الملاكمة، كلما تعرضا الملاكمان للعديد من الصدمات. وفي كثير من الأحيان يفقد أحد الملاكمين وعيه من ضربة على الذقن أو الصدغ. وهذه الضربة القوية، التي تسمى (ko) باللغة الإنجليزية، تتسبب في ارتجاج الدماغ في سائله واصطدامه جيئة وذهاباً بالجمجمة. وقد تؤذي هذه الضربات إلى ظهور إصابات دقيقة في الفص الأمامي للدماغ. والتي يصعب اكتشافها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي. حيث غالبا ما يلجأ الأطباء إلى إجراء فحوصات عصبية لمعرفة حدة الاصابة الناتجة عن الضربة القاضية.


الضربة القاضية تتسبب في ’’ تماس كهربائي ‘‘ إن صح التعبير، مما يؤدي إلى توقف الخلايا العصبية عن العمل. لكن هذا ليس كل شيء. فالأجزاء المختلفة من الدماغ - المادة الرمادية والمادة البيضاء - ليس لهما نفس الكثافة، فهما لا تتحركان بنفس السرعة وبالتالي تنزلقان في بعضهما البعض. يمكن لقوة الارتطام هذه قطع النبضات العصبية وحتى تدمير الخلايا العصبية. وهذا ما يفسر التشوش في الرؤية وفقدان التوازن وحتى فقدان الوعي في حالة كانت الضربة في رأس أو فك الملاكم.


لكن في العديد من الرياضات الأخرى، وفي معظم الحالات، لا يتسبب الارتجاج في فقدان الوعي.


 كم عدد الارتجاجات التي يمكن أن يتحملها الإنسان؟


في الواقع، ليست هناك إجابة على هذا السؤال، ولكن يُلاحظ أن الرياضيين الذين تعرضوا لعدد كبير من الصدمات من هذا النوع، كما هو الحال في الرياضات العنيفة مثل كرة القدم الأمريكية، عانوا من مشاكل في الذاكرة والسلوك، أو حتى من مرض الاكتئاب المزمن.


المشكلة برمتها في الارتجاجات أوإصابات الدماغ المتكرة هي أنها غير مرئية. رغم عنف الصدمات، وعواقبها المأساوية.


بعد الصدمات، يخضع الرياضيون (الملاكمون ولاعبو كرة القدم الأمريكية..) لاختبارات معمقة و... لا شيء !


لا يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن أي إصابات.


لا كدمات، لا انكماش في الدماغ كما هو الحال في مرض الزهايمر، لا يوجد تشوه في ثنايا القشرة...


ثم يستأنف الرياضيون التداريب (وأحيانًا يواصلون المباراة)، وكأن شيئًا لم يحدث...


يواصلون بشكل "طبيعي" مسيرتهم إلا أن الارتجاج يسبب :


- عاصفة كيميائية، أهمها دخول فائض من الكالسيوم إلى الخلايا وتغيير في الأوكسجين الدماغي؛

- مشكلة في الطاقة مع تغير الجلوكوز في الدماغ وفرط إستثارة للخلايا العصبية.

- تمزقات دقيقة في الألياف في مناطق مختلفة من الدماغ؛

- اختلال التوازن الأيضي.


إذا لم تتم ملاحظة أي شيء.. فهذا لا يعني أن الدماغ لم يتضرر وبشكل لا يمكن إصلاحه.


النتيجة المحزنة للغاية : فقط تشريح الجثة بعد الوفاة يمكنه حاليًا اكتشاف نسبة 100٪  الاعتلال الدماغي المزمن الناتج عن التعرض للارتجاجات المتكررة في الرياضات العنيفة مثل الملاكمة والرغبي.