في القرن الثالث عشر، أراد الملك فريدريك
الثاني (الذي كان يتحدث ست لغات : اللغات اللاتينية واليونانية والصقلية والعربية
والألمانية والفرنسية (القديمة)) أن يعرف أي لغة كانت هي اللغة الأولى للإنسان. فقام بوضع ستة أطفال رضع في حضانة وأمر مربياتهم بإطعامهم، والاعتناء بهم (توفير النوم، الاستحمام..)، ولكن دون التحدث معهم على الإطلاق.
وكان فريدريك الثاني يأمل في معرفة اللغة التي سيختارها هؤلاء الأطفال "بدون تأثير خارجي". حيث كان يعتقد أنها ستكون اليونانية أو اللاتينية، اللغات الأصلية الوحيدة الأصيلة في نظره !
ومع ذلك، لم تسفر التجربة عن النتيجة المرجووة. حيث لم يقتصر الأمر على عجز الاطفال الستة عن التحدث بأي لغة، ولكن جميعهم ماتوا في النهاية.
في الواقع، هذه التجربة أكبر دليل على أن الأطفال في حاجة إلى التواصل من أجل البقاء على قيد الحياة. فالطعام، الشراب والنوم لا يكفيان. لأن التواصل هو أيضا عنصر أساسي للبقاء على قيد الحياة. والانسان كائن اجتماعي بطبعه.