من وجهة نظر جينية، الرجال والنساء متشابهون للغاية. يتشابه حمضهم النووي بنسبة 98.5٪. ومع ذلك، فإن وجود الكروموسوم Y أو كروموسوم X آخر يعتبر حاسم في التطور البدني والتشريحي للإنسان. وهكذا، في مرحلة البلوغ، يكون لدى الرجال والنساء اختلافات فسيولوجية لافتة للنظر نسبيًا.
العضلات والدهون : توزيع غير متكافئ
في حين أن أقوى امرأة في العالم هي دائمًا أقوى من أضعف رجل في العالم، إلا أن الكفّة تميل للرجال عندما يتعلق الأمر بتنمية العضلات. في الواقع، عضلات الجزء العلوي من جسم المرأة في المتوسط لا تمثل سوى نصف قوة عضلات الرجل. عندما يتعلق الأمر بالجزء السفلي من الجسم، فإن عضلات النساء عادة ما تكون أقل قوة بنسبة 20٪ من عضلات الرجال.
من ناحية أخرى، ولأسباب تتعلق بقدرتها على الإنجاب، فإن المرأة تخزن المزيد من الدهون. لديها زيادة بنحو 10٪ من الخلايا الدهنية مقارنة بالرجال، ويتم توزيع هذه الدهون بشكل رئيسي على مستوى الوركين والفخذين بينما تتراكم الدهون عند الرجال في البطن. ترتبط هذه الاختلافات ببساطة بالهرمونات.
نفس الهرمونات، بمستويات مختلفة جدًا
ينتج كل من الرجال والنساء هرمونات تحكم سلوكهم وتطورهم التشريحي. ثلاثة هرمونات، على وجه الخصوص، مسؤولة عن الخصائص الجنسية الرئيسية مثل نمو الأعضاء الجنسية وشعر الجسم والصوت خلال فترة المراهقة.
التستوستيرون، الموجود بكميات صغيرة لدى النساء، موجود بكمية كبيرة عند الرجال. تقدر مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال البالغين ما بين 3 و 8 ميكروغرام لكل لتر، مقارنة بـ 0.1 إلى 0.9 ميكروغرام لدى النساء البالغات. الاختلاف في هذا المستوى من هذا الهرمون بين الجنسين يشكل معيارًا حاسمًا لإمكانية المشاركة أو عدم المشاركة في مسابقة نسائية. في الواقع، يسبب التستوستيرون تغيرات فسيولوجية كبيرة مثل زيادة شعر الجسم وكتلة العضلات مقارنة بكتلة الدهون.
تنتج المرأة كمية كبيرة من البروجسترون والإستروجين، وهما هرمونان يسمحان لها بالحمل والرضاعة الطبيعية وتوالي الدورات الشهرية المنتظمة حتى سن اليأس.
العظام والمفاصل
يشبه الهيكل العظمي للرجل هيكل المرأة في مجمله. ومع ذلك، بالنظر في التفاصيل، من الممكن تحديد الاختلافات الفردية. النساء، على سبيل المثال، لديهن عظام أرق وأخف وزنا، وبالتالي أقل كثافة من الرجال. لكن مفاصلهن توفر المزيد من المرونة، وهي ميزة مهمة للولادة، حيث يجب أن ينفرج الحوض للسماح للطفل بالمرور. وبالمناسبة، فإن الحوض هو الذي يجعل من الممكن التعرف بدقة على الهيكل العظمي الذكري أو الأنثوي : عظم الأنثى أعرض وأقل ارتفاعًا من عظم الذكر.
الرجال يبدون أصغر سنا لفترة أطول
إلى جانب عامل المجتمع الذي يكون أحيانًا قاسيًا على النساء عندما يتقدمن في السن، يمكن أن يفسر عامل آخر لما الرجال البالغين عندهم صورة مقبولة الى حد ما. في الواقع، جلد الرجال، أكثر سمكا ودهونا، يحتوي على المزيد من الكولاجين، وهي مادة معروفة بأنها تحافظ على مرونة البشرة وتبطئ ظهور التجاعيد. لذلك، من وجهة نظر فسيولوجية، يتمتع الرجال بميزة عندما يتعلق الأمر بمظهر الجلد. ولكن يمكن فقدان هذه الميزة إذا كان أسلوب حياة غير صحي (استهلاك الكحول والأغذية الصناعية والتبغ..).
كخلاصة، يعود سبب الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة إلى عدة خصائص، تمليها الوراثة، وتشمل الاختلافات في نسبة كتلة العضلات، وبنية العظام وجودة الجلد.