قد تكون تعيش هذا التأثير دون أن تُدرك. "تأثير فريدو" (Fredo Effect) هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة اجتماعية أو نفسية يعاني فيها شخص من التهميش داخل عائلته أو محيطه، ويُنظر إليه على أنه أقل كفاءة أو غير جدير بالثقة، غالبًا بسبب تصورات سلبية عن فشله أو قلة ذكائه أو افتقاره للكاريزما – حتى وإن كانت هذه التصورات غير عادلة.
ما أصل هذا المصطلح؟
يرجع اسم "تأثير فريدو" إلى شخصية "فريدو كورليوني" في فيلم "العراب" (The Godfather)، من إخراج "فرانسيس فورد كوبولا". "فريدو" هو الابن الأكبر لزعيم المافيا الإيطالية-الأمريكية، "فيتو كورليوني". ومع ذلك، وعلى عكس إخوته "سوني" و"مايكل"، يُنظر إلى "فريدو" على أنه ضعيف، غير كفء، وغير موثوق به. غالبًا ما يتم استبعاده من القرارات المهمة في العائلة، وعندما يحاول إثبات نفسه، ينتهي به الأمر إلى خيانة مأساوية.
مع مرور الوقت، أصبحت شخصية "فريدو" رمزًا للشخص "الفاشل" داخل العائلة – ذلك الذي يُهمّش، يُسخر منه، ويعيش دائمًا في ظل شقيق أو فرد آخر أكثر تألقًا.
كيف يظهر تأثير فريدو في الحياة اليومية؟
في علم النفس الاجتماعي، يشير "تأثير فريدو" إلى عدة مظاهر، منها:
- وجود فرد داخل العائلة يُنظر إليه على أنه الأقل حظًا أو نجاحًا.
- شعور دائم بالنقص مقارنة بأشخاص آخرين داخل المجموعة أو العائلة.
- الحاجة المُلِحّة للاعتراف والقبول، التي قد تؤدي أحيانًا إلى تصرفات يائسة أو حتى مدمّرة للذات.
هذا التأثير يمكن أن يعكس وجود بيئة عائلية سامة، حيث يُحاصر الشخص في دور محدد سلفًا: "الأقل ذكاءً"، "الفاشل"، أو "كبش الفداء". ويترسخ هذا الدور في اللاوعي لدى الفرد، مما يؤثر على ثقته بنفسه وتفاعله مع الآخرين.
تأثير فريدو في السياسة ووسائل الإعلام
لم يعد المصطلح حبيس الأفلام والكتب، بل تسلل إلى الخطاب السياسي والإعلامي. في عام 2019، أطلق أحد الصحفيين الأمريكيين على "كريس كومو" – شقيق الحاكم "أندرو كومو" – لقب "فريدو"، في إشارة إلى أنه أقل ذكاءً وأقل إنجازًا من أخيه. أثارت هذه العبارة جدلًا واسعًا، واعتبرها "كريس" إهانة عنصرية تمس الأمريكيين من أصل إيطالي، بل ومُحاولة لتحقيره على المستوى الشخصي.
منذ ذلك الحين، أصبح لقب "فريدو" يُستخدم أحيانًا بشكل ساخر أو مهين على وسائل التواصل الاجتماعي، للإشارة إلى الشخص الذي يُنظر إليه على أنه الحلقة الأضعف في عائلة مشهورة أو فريق بارز.
الخلاصة: تحذير من التهميش
"تأثير فريدو" هو أكثر من مجرد شعور بالدونية. إنه انعكاس لطريقة تعامل الآخرين مع الشخص داخل إطار جماعي، وخاصة الأسرة. فحين يُستهان بشخص، أو يُحبس في صورة نمطية سلبية، قد يقوده ذلك إلى الانفجار، أو إلى اتخاذ قرارات مدمرة لنفسه ولمن حوله – كما حصل في قصة "فريدو كورليوني".
إذن، هل أنت "فريدو" في عائلتك أو بيئتك؟ أم أنك تعامل أحدًا بهذه الطريقة دون أن تشعر؟
ربما حان الوقت لإعادة النظر في العلاقات، وكسر القوالب التي تقيّدنا وتُقيد غيرنا.