في الواقع لا. لا تزال الأوبئة ( الإيدز، شيكونغونيا أو الإيبولا..) تنتشر في كل أنحاء عالمنا، دون أن يكون من الممكن حماية أنفسنا منها بواسط اللقاح. وذلك إما لأن الميكروب معقد جدا ما يُصعب من دراسته. وإما لأنه يتمكن دائما من التملص من دفاعات الجسم.
ويسعى الباحثون لتطوير لقاحات المستقبل عن طريق التحييد الجيني (neutralization by genetic engineering) بجعل الميكروب يفقد خطورته عن طريق التلاعب وراثيا ببعض جيناته الخطرة.
وهناك آمال
كبيرة تستند أيضا على التطعيم الجيني. والذي ينطوي على إدخال قطعة صغيرة من الشفرة
الوراثية الخاصة بالميكروب في خلايا الشخص الذي تم تطعيمه. ولكن أحد التحديات
الكبرى في القرن الحادي والعشرين سيكون بالتأكيد تطوير لقاحات ضد الأمراض التي
تنقلها الطفيليات. مثل تلك التي تسبب الملاريا (البالسوموديوم، التي تنتقل عن طريق
البعوض).
في الواقع، العلماء لايستطيعون التطعيم سوى ضد البكتيريا أو الفيروسات. ولم يتمكنوا لحد الآن من إنتاج لقاح آمن (دون التعرض لخطر الآثار الجانبية الخطيرة) وفعال ضد طفيل ما.
هل تشكل اللقاحات خطرا على الصحة ؟
اللقاحات هي عبارة عن أدوية، ومثلها مثل جميع الأدوية، لها فوائد ومخاطر. ولكن هذه المخاطر منخفضة جدا : أقل من واحد على 10000 (أي نسبة 0.01٪) سيعاني من آثار جانبية خطيرة (التشنجات ، اضطرابات في الحالة العامة ، الحساسية الشديدة ...).
في الواقع، اللقاحات عبارة عن أدوية مختلفة عن الأدوية المعهودة. حيث يتم إعطاؤها للناس الذين يتمتعون بصحة جيدة. وبعض المخاوف المنتشرة حول خطورة اللقاحات لا توجد دراسات تؤكدها. والدراسة الوحيدة التي قالت بأن لقاح الحصبة يزيد من خطر الإصابة بالتوحد تم دحضها، واضطر الباحث الذي يقف وراءها بسحب منشوراته.
وهناك نقطة أخرى ذات أهمية كبيرة : بعض الناس يعتقدون أن الألمنيوم الموجود في بعض اللقاحات ( لتعزيز فعاليتها) يمكن أن يسبب نوعا من الاضطراب المصاحب بالتعب الشديد أو ضعف العضلات. ولكن في الوقت الراهن. لم يتم إتباث شيء من ذلك.
ويعتقد الباحثون أنه إذا تم تأكيد هذا الخطر، فلن يعني سوى عينة صغيرة من الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للاصابة بمثل هذه المضاعفات.