منذ زمن سحيق، كانت التجارة الدعامة الأساسية لمجتمعاتنا. من الأسواق الصاخبة إلى المتاجر الحديثة، تطور مفهوم البيع بالتجزئة باستمرار للتكيف مع احتياجات المستهلكين المتغيرة. من أبرز الابتكارات في هذا المجال اختراع آلات البيع، وهي آلات أحدثت ثورة في طريقة بيع وشراء المنتجات.
تعود بدايات اختراع آلات البيع إلى العصور القديمة، مع أجهزة بسيطة تسمح بتوزيع المياه أو غيرها من المنتجات الأساسية. ومع ذلك، بزغت فكرة آلة قادرة على توصيل البضائع بشكل مستقل في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. في عام 1888، حصل "وليام هنري فروين" على براءة اختراع أول آلة لبيع السجائر، مما يمثل بداية حقبة جديدة في البيع الآلي.
على مر العقود، شهدت آلات البيع تقدمًا تقنيًا كبيرًا. اقتصرت الآلات الأولى بشكل أساسي على توزيع السجائر والحلويات والمشروبات. ومع ذلك، بمرور الوقت، تشعبت هذه الآلات لتقديم مجموعة من المنتجات من الوجبات الخفيفة والمشروبات إلى تذاكر النقل والضروريات الأساسية مثل الأدوية ومستلزمات النظافة.
كان أحد أهم المعالم في تطوير آلات البيع هو إدخال النقود الإلكترونية وأنظمة الدفع غير النقدي. وقد مهد هذا الطريق لتجربة تسوق أكثر سلاسة وملاءمة للمستهلكين.
كيف تميز آلة البيع بين النقود الزائفة والأصلية ؟
عندما تضع قطعة نقدية في أي موزع أوتوماتيكي أو آلة بيع ذاتي (ماكينة البيع الذاتي)، على سبيل المثال آلة بيع القهوة أوالمشروبات الغازية، تنزلق هذه القطعة على سكة مائلة بزاوية دقيقة ما يمنحها سرعة
معينة حسب وزنها. بعد ذلك تعبر القطعة مجالا كهرومغناطيسيا، حيث يولد هذا الأخير توقيعًا
إلكترونيًا، إعتمادا على التركيب الكيميائي للقطعة النقدية. وكل قطعة نقدية، أي كان نوعها، لها توقيع
مختلف.
والموزع أو الآلة الأوتوماتيكية (ماكينة البيع الذاتي) تعرفها كلها. حيث تستطيع الآلة التمييز بين قطعة نقدية من فئة دولار واحد وقطعة نقدية من فئة دولارين.
وبالاضافة إلى هذا الفحص الأولي، هناك فحص ثانٍ من أجل الأمان. فبعد المرور عبر الحقل
الكهرومغناطيسي، يجب أن تكون القطعة النقدية ثقيلة بدرجة كافية لتتمكن من الاندفاع والتدحرج على السكة. لذلك، يلعب وزنها، قطرها وسمكها دورا مهما لتجاوز هذا الاختبار الفزيائي. باختصار تقوم الآلة بتحليل الخصائص الفيزيائية والكيميائية للقطعة النقدية لتمييز فئتها وهل هي زائفة ام اصلية.
وأخيرا، يعود ظهور هذا النوع من الموزعات الأوتوماتيكية (مكائن البيع الذاتي) لأول مرة في ألمانيا وسويسرا.