يتمتع النمل بروح الاتحاد ولا يتردد في تنظيم نفسه بدقة في مواجهة الخطر. وقد لاحظ باحثون من جامعة ’’لوزان‘‘ أن النمل قادر على تكوين ’’ قارب ‘‘ من خلال التشبث ببعضه البعض إذا وجد نفسه محاصراً في تيار مائي (انظر الصورة 1).
وعلى الأرض، لكي يتم تحقيق هذا التنظيم بشكل مثالي،
يترك النمل ’’ المُرشد ‘‘ آثارًا شمية على المسار الذي يجب أن يتبعه باقي النمل، والذي يسمح
للمستعمرة بأكملها بالتحرك في نفس الاتجاه.
دوامة الموت
أحيانًا يفقد النمل ’’ المرشد ‘‘ طريقه ويبدأ في الدوران في مسار دائري، وهذا ما يطلق عليه علماء الإحياء ’’ دوامة الموت ‘‘ (انظر الصورة 2).
والمشكلة أن النمل الموجود في الخلف يتبع الذي في المقدمة، فتبدأ المستعمرة كلها بالدوران في مسار لا نهاية له، وفقط عدد
قليل من النمل المتمرد من يتمكن من الخروج من هذه الدوامة. أما بقية النمل فيستمر في الدوران الى أن يموت من
الإرهاق.
أسباب عديدة يمكن أن تفسر هذه الظاهرة
- تتبع المواد الكيميائية المشوشة : غالبًا ما يستخدم النمل الفيرومونات لتحديد طريقه عند البحث عن الطعام أو العودة إلى العش. إذا أدت الاضطرابات، مثل حركات الأرض أو التداخل، إلى تغيير المسار الكيميائي، فقد يجد النمل نفسه عالقًا في حلقة، متتبعًا المسار المتغير دون أن يكون قادرًا على الخروج من هذا المسار.
- التحفيز المستمر : في حالات معينة، يمكن تحفيز النملة باستمرار بواسطة النملات الاخريات. على سبيل المثال، إذا دفعت نملة باستمرار نملة أخرى في دائرة، فقد يؤدي ذلك إلى سلوك الحلقة المغلقة.
- حلقة التغذية المرتدة : النمل حساس لما يحيط به، وإذا لاحظ تكرارًا مستمرًا للمنبهات الحسية (مثل نسيج التربة أو الضوء)، فقد يتسبب ذلك في حلقة تغذية مرتدة حيث يستمر في الاستجابة لمحفزات التغذية المرتدة هذه بنفس الطريقة.
- سلوك الاستكشاف الخاطئ : يمكن للنمل أحيانًا استكشاف مناطق جديدة باتباع حركات عشوائية. إذا كانت النملة في مكان مغلق، مثل حاوية، فإن حركاتها العشوائية قد تجعلها تدور حولها دون أن تتمكن من الهروب.
وتجدر الإشارة الى أن سلوك الحلقة المغلقة هذا ليس سمة طبيعية لسلوك النمل، ولكنه استجابة لظروف خاصة وغير عادية. يستطيع النمل عمومًا التنقل في بيئته بكفاءة باستخدام المسارات الكيميائية والإشارات المرئية ووسائل الاتصال الأخرى للانتقال إلى مصدر الغذاء أو العش.