ما سر طول عمر السلحفاة ؟

 

لطالما شغل طول العمر البشر لآلاف السنين. سعت العديد من الثقافات إلى سبر ألغاز الحياة الأبدية والشباب الأبدي. على الرغم من أن هذه الإهتمامات لم تؤت ثمارها بعد، إلا أن مملكة الحيوان لديها أدلة قيمة على أسرار طول العمر. من بين هذه المخلوقات الغامضة، تحتل السلحفاة مكانة خاصة. من خلال استكشاف الخصائص الفريدة التي تسمح للسلاحف والحيوانات الأخرى بالعيش لسنوات عديدة، قد نتمكن من اكتشاف مفاتيح إطالة أعمارنا.

السلحفاة : أكبر حيوان معمر في التاريخ

تعتبر السلحفاة، بسلوكها الهادئ وقوقعتها الصلبة الواقية، رمزًا لطول العمر في العديد من الثقافات حول العالم. عاشت بعض أنواع السلاحف، مثل سلحفاة غالاباغوس العملاقة، لأكثر من 100 عام، وهناك تقارير غير مؤكدة عن وجود سلاحف يزيد عمرها عن 200 عام. ولكن ما هي أسرار طول عمر هذه المخلوقات القديمة ؟

السلحفاة من الحيوانات  ذوات الدم البارد، حيث تقوم بالتعرض لأشعة الشمس لزيادة درجة الحرارة الداخلية لجسمها. وتختلف درجة حرارة الجسم عند الحيوانات ذوات الدم البارد باختلاف درجة الحرارة الخارجية. وبالتالي، فإن معدل ضربات القلب عندها بطيء، والأمر ينطبق أيضا على عملية التمثيل الغذائي، أي أن العناصر الغذائية تتم معالجتها ببطء في الجسم. وهذه العوامل، إلى جانب الحماية من الحيوانات المفترسة، تزيد من طول عمرها.

يبلغ طول عمر السلحفاة عادة حوالي الخمسين عامًا، لكن بعض الأنواع العملاقة تسنطيع العيش أكثر من 150 عامًا. في الواقع، حتى الأنواع الأصغر من بعض الحيوانات تعيش من 30 إلى 40 عامًا، بل وحتى 70 عامًا.

كلما زادت سرعة ضربات القلب، زادت سرعة الاصابة بالشيخوخة لدى الحيوان : سرعة نبضات القلب لدى الفأر مثلا هي 500 إلى 1200 نبضة في الدقيقة. أما لدى الانسان فهي تصل من 60 إلى 90 نبضة في الدقيقة. ولدى السلاحف من 30 إلى 40 نبضة في الدقيقة.

ويعتقد أن السلاحف ظهرت قبل حوالي 220 مليون سنة. وتمتلك هذه الحيوانات، كما أسلفنا الذكر، عملية هضم بطيئة جدًا. وهناك 329 نوع مسجل حتى الآن وهي مقسمة إلى 14 عائلة. وتسمح لها قوقعتها الصلبة بالحماية من الأعداء.

أسرار طول العمر عند السلحفاة

التمثيل الغذائي البطيء : تمتلك السلاحف عملية أيض بطيئة بشكل لا يصدق، مما يعني أنها تحرق طاقة أقل بمرور الوقت. يمكن أن يساعد في إبطاء عملية الشيخوخة عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي وتقليل تلف الخلايا.

الخصائص الجينية : اكتشف العلماء أن أنواعًا معينة من السلاحف لها خصائص وراثية فريدة يبدو أنها تعزز حياة أطول. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن السلاحف لديها جينات مرتبطة بإصلاح الحمض النووي وقمع الورم.

مقاومة الإجهاد : السلاحف مرنة بشكل لا يصدق وقادرة على التعامل مع الظروف البيئية القاسية. يمكن أن تلعب قدرتها على تحمل الإجهاد دورًا رئيسيًا في طول العمر.

سر طول عمر بعض الحيوانات

إلى جانب السلاحف، وُهبت العديد من الحيوانات الأخرى أيضًا خصائص فريدة للعيش طويلاً. فيما يلي بعض الأمثلة الرائعة :

الحيتان مقوسة الرأس : يمكن أن تعيش الحيتان مقوسة الرأس، المعروفة أيضًا باسم الحيتان الرمادية، حتى 70 عامًا. يُعزى طول عمرها جزئيًا إلى نظامها الغذائي الغني بالدهون، مما يساعدها على تخزين الطاقة لأشهر الصيام أثناء هجرتها.

الهُمّار : يمتلك الهُمّار القدرة على تجديد أعضائه الداخلية، مما يساعده على تجنب المشاكل المرتبطة بالشيخوخة. يمكن لبعض الهُمّار أن يعيش حتى 100 عام.

الأفيال : الفيلة حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات عائلية. يبدو أن هذا الهيكل الاجتماعي المعقد يلعب دورًا في طول العمر، لأنه يوفر لها الدعم المتبادل والحماية المتزايدة من الحيوانات المفترسة.