لماذا نصاب بالشيخوخة ؟

علاج الشيخوخة، مفهوم الشيخوخة، أنواع الشيخوخة، الشيخوخة بالانجليزي، خصائص الشيخوخة، أمراض الشيخوخة، أسباب الشيخوخة، خاتمة بحث عن الشيخوخة

الجرذ العاري أو فأر الخلد العاري أو ما يطلق عليه بالإنجليزي (Naked mole-rat)، حيوان يشبه الجرذ، يعيش في تحت الأرض في شرق إفريقيا (الصومال، كينيا، إثيوبيا). هذا الحيوان يعيش في ظروف قاسية جدا (أسفل الأرض حيث يكاد ينعدم تقريبا الأكسجين)، لكن المدهش أنه يستطيع البقاء حيا لمدة 18 دقيقة دون استنشاق ولو جزء قليل من الاكسجين! بل أكثر من هذا، في تحت الأرض، هناك كمية كثيرة من ثاني أكسيد الكربون، ما يعني المعاناة من آلام فظيعة بسبب ارتفاع حموضة الدم ولكن هذا الحيوان لا يعرف معنى الألم. وفي هذه المناطق الجافة من العالم، ينعدم الماء أيضًا. لكن (الجرذ العاري) يكتفي بالماء الموجود في الجذور التي يأكلها فقط !


تعيش الفئران العادية حياة قصيرة (3 إلى 4 سنوات). لكن (فأر الخلد العاري) يستطيع العيش في المتوسط 30 عامًا ! (الأمر كما لو أن مجموعة من البشرعاشوا لـ 500 عام!). وغالبًا ما تكون الفئران العادية عرضة للسرطانات (لهذا السبب يقوم العلماء بدراستها في المخترات!). لكن (فأر الخلد العاري)، لا يصاب بهذا المرض إطلاقا.

ماهي فائدة الفأر، حياة فأر الخلد تحت الأرض، فأر الخلد الأعمى، عيون الخلد، هل يأكل الفأر الجراد، أضرار الخلد، هل الفأر اعمى، كم سنة يعيش الفأر



هذا الحيوان لا يصاب بالشيخوخة أبدا ! فهو يعيش طوال عمره في شباب وصحة دائمين. ولكن حالما يصل الثلاثين من عمره، تبدأ صحته بالتدهور في غضون بضعة أسابيع، ثم يموت. بالنسبة للعلماء المهتمين بدراسة عوامل الشيخوخة، يُعتبر هذا الحيوان مهم جدا في أبحاثهم.


ما هي أسباب الشيخوخة ؟



لقد  توصل معظم العلماء الذين درسوا عوامل الشيخوخة إلى نظرية لتفسير الشيخوخة، وهي "نظرية الجذور الحرة. فعندما تنتج الخلية الطاقة يتولد عن ذلك الجذور الحرة (وهي جزيئات غير مستقرة). وإنتاج المزيد من الطاقة يعني إنتاج المزيد من الجذور الحرة. وهذه الجذور الحرة لها تأثير سيء، فهي تدمر كل شيء في طريقها (عندما تتراكم بكثرة في الجسم) وهذا ما يسمى بالإجهاد التأكسدي. ويمكن لهذه الجذور الحرة أن تخترق نواة الخلايا، ويمكن أن تلحق الضرر بحمضها النووي. والحمض النووي هو البرنامج المعلوماتي للخلية : فإذا تعرض للتلف الشديد، فلا شيء يسير على ما يرام، وسوف تموت الخلية بسرعة، أو حتى تتحول إلى خلية سرطانية. وبالتالي كلما زاد انتاج الجذور الحرة، كلما تدهورت الخلايا بشكل أسرع وأسرع. ولكن ما لبث أن تبين أن شيئا غير واضح تماما في هذه النظرية. وهذا الشيء هم الرياضيون: فالرياضيون ينتجون طاقة أكثر بكثير من غيرهم (أي أنهم ينتجون المزيد من الجذور الحرة) ومع ذلك، فإنهم يعيشون حياة أطول وأكثر صحة من غيرهم !


في الواقع، لقد حاول العلماء إطالة عمر الفئران بإعطائها الكثير من مضادات الأكسدة، لكن دون جدوى. ومؤخرا، قام هذا الحيوان الغريب بدق آخر مسمار في نعش هذه النظرية(نظرية الجذورالحرة) ودفع بالعلماء نحو نظرية أخرى: وهي نظرية الميتوكوندريا.


الميتوكوندريا وسر الشيخوخة !



الميتوكوندريا هي بمثابة محطات لتوليد الطاقة في الخلايا. لقد أخطأ العلماء عندما ركزوا على تأثير الجذور الحرة في الخلية ونواتها وحمضها النووي فقط، متناسين أهمية الميتوكوندريا !


في الواقع، كل خلية في الجسم تتوفر على المئات من الميتوكوندريا، ما جعل دراستها أمرا صعبا. ومع ذلك، فإن دورها أساسي جدا، وخير دليل على ذلك أن لديها أيضًا حمض نووي! وهو ليس مثل الحمض النووي المعروف، الموجود داخل نواة كل خلية. وقد بات من المعروف الآن أن هذا الحمض النووي، الموجود في الميتوكوندريا، أكثر عرضة للتلف الذي تسببه الجذور الحرة ! وعندما تتلف الميتوكوندريا، يصبح انتاج طاقة أقل وأقل، فنصاب بالشيخوخة ونصبح أكثر عرضة للأمراض !


إن ما يفسر قدرة (الجرذ العاري) على العيش 5 مرات أطول من الفئران العادية، هو قدرته الكبيرة جدا في محاربة الجذور الحرة في خلايا الميتوكوندريا. بالنسبة لنا نحن البشر، هذا اكتشاف عظيم قد يُحدث ثورة في الطب. ما يعني أنه يتعين علينا حقًا رعاية الميتوكوندريا : لعيش عمر طويل في صحة جيدة؛ وعدم التعرض للسرطانات، وليستمر العقل والقلب في العمل بكامل طاقتهما، حتى النهاية.


أقوى مضاد أكسدة



انه هرمون الميلاتونين الشهير، "هرمون النوم". الميلاتونين لا يجعلك تنام جيدًا فقط، فهو لديه تأثير مضاد للأكسدة داخل الميتوكوندريا. لهذا السبب يجب أن تحرص على التأكد من أن جسمك ينتج ما يكفي من الميلاتونين، بشكل طبيعي. وللرفع من معدل الميلاتونين في الوقت المناسب يجب عليك : التعرض لضوء الشمس في الصباح. وإذا كنت تأخذ قيلولة خلال النهار، لا تفعل ذلك في الظلام. عتم تدريجيا أضواء منزلك في المساء. وتجنب الشاشات (الضوء الأزرق) قبل الذهاب إلى السرير. وحاول النوم في ظلام دامس.


بعض النصائح المهمة للعناية بالميتوكوندريا




فيما يلي بعض النصائح البسيطة للغاية لتحسين أداء الميتوكوندريا :

- التقليل من تناول السكر (السكر المضاف والحبوب) : تعمل الميتوكوندريا بشكل أفضل مع "الدهون الصحية": المكسرات والأفوكادو، إلخ..؛

- لا تأكل أكثر مما تحتاج : الطعام الزائد يرهق الميتوكوندريا (والتقليل من السعرات الحرارية يفيدها !)

- اعتني "بالدهون البنية" (بالإنجليزية : Brown adipose tissue)‏، الغنية بالميتوكوندريا. لا شيء أفضل لتخليق الدهون البنية من تعريض الجسم للبرد : كأخذ حمام بارد، والنوم في غرفة درجة حرارتها 19 درجة مئوية، وما إلى ذلك ...

- التمرن بكثافة عالية إن أمكن : ممارسة مجهود بدني مرة الى مرتين في الأسبوع (الجري أو ركوب الدراجات) جيد جدا للميتوكوندريا.

- تناول فيتامينات المجموعة (ب) بالإضافة إلى كو إنزيم كيو Q10، والمغنيسيوم : هذه العناصر الغذائية حيوية للميتوكوندريا.


ما علاقة اختبارات الدم بطول العمر ؟


وجد العلماء أن المعمرين لديهم مستويات أقل من الجلوكوز (المؤشرات الحيوية المرتبطة بالوظائف الأيضية)، وحمض البوليك (المرتبط بالالتهاب)، والكرياتينين (المرتبط بوظائف الكلى)، بدءًا من سن 60 عامًا مقارنةً بالأشخاص الآخرين. في الواقع، كان لدى الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 100 عام مستوى الجلوكوز أقل من 6.5 مليمول / لتر، أو مستوى الكرياتينين أقل من 125 ميكرومول / لتر، بدءًا من سن 60 عامًا. وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الكرياتينين أو حمض اليوريك أو الجلوكوز أو الكوليسترول أو الحديد هم أكثر عرضة للوفاة مبكرا. وقالت "كارين موديغ" في حوار مع The Conversation : "على الرغم من أن الاختلافات التي وجدناها صغيرة إلى حد ما بشكل عام، إلا أنها تشير إلى وجود صلة محتملة بين الصحة الأيضية والتغذية وطول العمر". واختتمت : "من المعقول الاعتقاد بأن عوامل مثل النظام الغذائي واستهلاك الكحول تلعب دورًا. إن متابعة قيم الكلى والكبد، بالإضافة إلى الجلوكوز وحمض البوليك، مع تقدمك في السن، ليس فكرة سيئة".