من كان دراكولا الحقيقي ؟

دراكولا مصاص الدماء الحقيقي، كونت دراكولا، دراكولا والمسلمين، دراكولا الحقيقي ويكيبيديا، قصر دراكولا، حقيقة دراكولا، دراكولا ابن الشيطان


لقرون عديدة، ظلت شخصية غامضة ومثيرة تطارد أحلك زوايا خيالنا الجماعي : الكونت دراكولا. الذي ابتكره الكاتب الأيرلندي (برام ستوكر) في عام 1897، والذي أصبح رمز مصاص الدماء، وهو شخصية مثيرة استحوذ سحرها وتعطشها للدماء على أجيال من القراء ورواد السينما.


شخصية مستوحاة من شخص حقيقي ؟

هل تعلمون أن شخصية مصاص الدماء الشهير هذا ’’دراكولا‘‘ مستوحاة من شخص حقيقي ؟ طبعا هذا الشخص لم يكن يرقد في التابوت ولايعض البشر ليمتص دماءهم. ولكنه كان متوحشا. هذا الشخص هو الملك ’’فلاد الثالث باساراب‘‘ الذي عاش في القرن السابع عشر وقد كان حاكماً متعطشا للدماء.


وُلد ’’فلاد الثالث باساراب‘‘ ما بين 1431 و 1436 ميلادية. وكان سليل ملك ’’والاشيا‘‘ وهي دويلة صغيرة كانت في جنوب رومانيا. عندما كان ’’فلاد‘‘ طفلا صغيراً أُجبرا والداه على إرساله كرهينة الى سلطان تركيا. وهناك داق كل أنواع سوء المعاملة وكان شاهداً على أحداث عنف تركت آثرا بليغا في نفسيته.. وبعد أن كبُر عاد ’’فلاد‘‘ إلى بلده للاستيلاء على العرش. واستطاع أن يبني جيشا قوياُ ونشر الذعر في كل محيطه.


أصبح ’’فلاد‘‘ متوحشا لدرجة أُطلق عليه لقب ’’دراكولا‘‘ أي التنين الصغير في لغة ’’الأفلاق‘‘. استطاع أعداءه اغتياله في عام 1476 ميلادية ونسي الجميع قصته.. حتى عام 1897. حين سمع الكاتب الروائي البريطاني ’’برام ستوكر‘‘ بقصة هذا الملك الوحش، جاءته فكرة كتابة رواية ’’دراكولا‘‘ مصاص الدماء. فقام بإعطاء أوصاف بعيدة عن الحقيقة لبطل روايته. حيث جعله ’’كونت‘‘، بدل ملك، يعيش في قصر في ’’ترانسيلفانيا‘‘(قصر بران، يزوره الكثير من السياح اليوم. وقد جعله الكاتب مأوى لبطل قصته بسبب شكله المعماري الكئيب). وجعله خالدًا لايموت. ومنحه القدرة على ترويض والتواصل مع الذئاب والخفافيش.


عندما تم نشر رواية ’’دراكولا‘‘ لقيت نجاحاً لانظير له. وتهافت الناس على اقتناء الكتاب. وطوى النسيان القصة الحقيقية. قصة الملك الوحش ’’فلاد‘‘. وحلت محلها قصة ’’دراكولا‘‘. الذي أصبح في مخيلة الناس ذلك المخلوق الأسطوري الذي يغرز أنيابه في أعناق ضحاياه من البشر ليمتص دماءهم.


على مر السنين، تطور دراكولا لاستيعاب الحساسيات الثقافية المتغيرة. ظهرت تفسيرات جديدة لاستكشاف جوانب أعمق للشخصية وقصته. تتحدى التعديلات الحديثة مفاهيم الخير والشر، وتستكشف الإنسانية التي لا تزال موجودة في دراكولا على الرغم من طبيعته كمصاص الدماء.