يساعد طلاء طائرة باللون الأبيض على عكس ضوء
الشمس وتقليل كمية الطاقة اللازمة. كما تحتاج الطائرات
الحديثة المصنوعة من مواد مركبة إلى مزيد من الحماية من أشعة الشمس لأن هذه المواد يمكن أن
تتلف بسبب الأشعة فوق البنفسجية وهذا سبب آخر لاستخدام الطلاء الأبيض.
يعتبر الطلاء الأبيض أرخص وأخف من الطلاء الذي أضيفت إليه بعض الأصباغ. وهذا الأمر يتم أخذه بعين الاعتبار عند محاولة خفض تكاليف شركات الطيران ! لأن الطلاء الأبيض لايمتص الكثير من الحرارة مثل الطلاء الأسود أو أي لون آخر.
الأصباغ الموجودة في الطلاءات أو الدهانات لها تأثير واضح على
وزنها. فالطلاء الأبيض، المصنوع من أكسيد الرصاص، أثقل بكثير، بالنسبة لحجم معين،
من أكسيد التيتانيوم الأبيض. كما تزن الدهانات المصنوعة من أصباغ معدنية أكثر
بكثير من الأصباغ المركبة كيميائيًا.
لماذا الصناديق السوداء برتقالية ؟
الصناديق السوداء عبارة عن أجهزة تسجيل الطيران ذات ألوان زاهية - برتقالية أو حمراء - مع خطوط بيضاء عاكسة. تساعد المعلومات التي تجمعها هذه الأجهزة في تحديد أسباب وقوع حادث تحطم الطائرة. لكن لماذا ليست هذه الصناديق سوداء اللون كما يوحي اسمها ؟ في الحقيقة، السبب يتعلق بمسألة الرؤية : بعد حادث سقوط طائرة، لاسمح الله، تتيح الألوان الزاهية لهذه الصناديق ايجادها بسرعة أكبر. في الواقع، اللون الزاهي يلفت النظر بسرعة، بخلاف اللون الداكن الذي يصعب رصده في حطام الطائرة.
هناك نوعان من الصناديق السوداء على متن طائرة
هذه الصناديق تكون مصنوعة في الغالب من الفولاذ والتيتانيوم وتوضع في الجزء الخلفي من الطائرة لأن هذا الجزء هو الجزء الأقل تعرضا للاضرار في حالة وقوع حادث التحطم. الصندوق الأسود الأول يسجل المحادثات من قمرة القيادة. أما الثاني فيسجل بيانات الرحلة مثل المسار والارتفاع والسرعة أو حتى الضغط الداخلي.
تسجل الصناديق السوداء الأكثر تطوراً ما يصل إلى 1300 مؤشر، ويمكنها تحمل درجة حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية لمدة ساعة أو تحمل ضغط يصل إلى 6000 متر تحت سطح الماء. كل هذه المعلومات التي تسجلها الصناديق هي ذات أهمية كبيرة للمحققين. حيث تجعل من الممكن الاطلاع على المحادثات الأخيرة التي درات بين مختلف أعضاء الطاقم وكذلك جميع بيانات الرحلة التي من شأنها تسليط الضوء على أي حادث تقني وقع أثناء الرحلة.
لماذا تسمى بالصناديق السوداء ؟
كانت مسجلات الطيران الأولى، التي كانت تلتقط الصور، تسمى (hussenographs)،
نسبة الى اسم مخترعها (فرانسوا هوسينوت). كانت أشرطة الصور حساسة للضوء ومحفوظة في صناديق سوداء. ومن هنا جاء اسم الصندوق الاسود في الطائرة والذي لم يتغير منذ ذلك الحين.
منذ عام 1948، اختفت 100 طائرة في رحلاتاها ولم يتم العثور أبدا عليها !
آخر حالة اختفاء هي اختفاء طائرة الخطوط الجوية
الماليزية MH370 التي
كانت تقل 239 شخصًا وقد تم الاعلان عن اختفائها منذ 8 مارس 2014. ويعتبر اختفائها أكبر كارثة مجهولة الاسباب في مجال الطيران إلى حد بعيد. ومع ذلك، فإن حالات الاختفاء هذه قليلة الحدوث. في
الواقع، وفقًا للسجلات التي جمعتها شبكة سلامة الطيران(Aviation Safety Network)، فقد اختفت 100 طائرة في رحلاتها ولم يتم العثور عليها مطلقًا منذ عام 1948. ومن أبرزها :
طائرة (Lockheed L1049)، التي استأجرها الجيش الأمريكي لنقل الجنود إلى فيتنام، حث اختفت في خضم رحلتها في مارس
1962، بعد تزويد قاعدة جوية بالوقود. كان على متنها 107 شخص. ولم يتم أبدا العثور على حطامها في عملية بحث واسعة النطاق استمرت ثمانية أيام في المحيط الهادئ.
طائرة بوينغ 707: في يناير 1979، اختفت أثناء رحلة
شحن، كانت تديرها شركة النقل البرازيلية (Varig)، في شمال المحيط الهادئ بعد وقت قصير من إقلاعها من طوكيو متجهة إلى
البرازيل. كان على متنها ستة برازيليين. لم يتم أبدا العثور على الطائرة.
طائرة بوينغ 727، (أنغولا)، 2003 : بعد أن قامت الخطوط الجوية الأمريكية بتأجير هذه الطائرة لشركة طيران أنغولية، ظلت هذه الطائرة خارج الخدمة في مطار لواندا بسبب عدم دفع الفواتير. قام ميكانيكي أمريكي وهو الشخص الوحيد
المعروف أنه كان على متن هذه الطائرة في مايو 2003 بإجراء اختبار طيران. بدون جهاز إرسال
واستقبال، اختفت الطائرة في المحيط الأطلسي ولم يتم العثور عليها مطلقًا.