لقيت الملكة المصرية الشهيرة ’’ كليوباترا ‘‘ حتفها منتحرة..هذا ما نقلته روايتان مختلفتان (انتحرت كليوباترا بجعل ثعبان يعضها حسب احدى الروايات. وعن طريق ابتلاع السم، بحسب الرواية الأخرى): وهذه على أية حال هي الأطروحة ’’الرسمية‘‘ حول موتها.
أين المشكلة ؟
تستند هذه المعلومات إلى روايات مؤرخين اثنين، ’’بلوتارخ‘‘ و ’’ديون كاسيوس‘‘، الذين نقلا ما حدث بعد أكثر من مائة عام من الواقعة. في الواقع، ليس هذا ما يمكن
أن نطلق عليه شهادات موثوقة ! ولهذا السبب، في عام 2009، قامت الأمريكية ’’بات براون‘‘، وهي متخخصة في دراسة أحداث مسرح الجريمة، بجمع خبراء للتحقيق في ظروف وفاة كليوباترا : من بين الخبراء مؤرخون، ولكن أيضًا علماء السموم (للحكم على معقولية أطروحة التسمم) ، ومصممي
الجرافيك (لإعادة بناء قصر الملكة في شكل ثلاثة أبعاد وفهم أكثر كيفية وقوع الاحداث) وحتى عالم
نفس (لدراسة شخصية كليوباترا، وميولها الانتحاري المحتمل).
الخلاصة ؟
لقد خلُص الباحثون الى امكانية أن يكون الانتحار تمويه لإخفاء جريمة ارتكبها ’’أوكتافيان‘‘ (الابن المتبنى ليوليوس قيصر)، الذي أراد السيطرة على مصر وكانت لديه مصلحة في القضاء على الملكة ..
الملكة كليوباترا هي آخر ملكات الأسرة البطلمية، وآخر من حكم (مصر) من أفرادها، وهي ابنة (بطليموس الثاني عشر)، ولقد شاركت شقيقها (بطليمسو الثالث عشر) في حكم (مصر)، ولكنه اتهمها بتدبير محاولة للاستيلاء على العرش وحدها، فأبعدها عن الحكم، إلا أنها عادت الى العرش بمعاونة (يوليوس قيصر)، الذي أنجبت له ابنه الوحيد (قيصرون)، وعاشت معه في (روما) حتى مصرعه، وبعدها عادت الى (مصر)، حيث ارتبطت بـ (انطونيوس)، فأعلن عليهما (اغسطس) الحرب، وهزم اسطولهما في موقعة (اكتيوم)، ثم في (الاسكندرية)، فانتحر (انطونيوس)، ولحقت به (كليوباترا)، عام (30 ق.م).