ما هي تقنية (الحياة المعلقة) ؟

 

الطب الإكلينيكي، معنى سريري، الإكلينيكية، ما هو الطب الاساسي، الصيدلة السريرية، الطب العام، تخصصات الطب، المرحلة السريرية في الطب

ظهر هذا المصطلح، حديثا، إثر إنجاز طبي غير مسبوق. حيث نجح جراحون في جامعة ’’ماريلاند‘‘ في إنعاش رجل تم وضعه في حالة وفاة إكلينيكية لمدة ساعتين !


ولتحقيق هذا الانجاز الطبي استخدم الأطباء تقنية تسمى : تقنية ’’الحياة المعلقة‘‘ (Suspended animation).


 كيف فعللوا ذلك ؟


لقد قام الأطباء بإبقاء جسم المريض على حرارة منخفضة عند 10 إلى 15 درجة مئوية واستبدلوا دمه بمحلول ملحي. حيث عند درجة الحرارة هذه، يتباطأ نشاط الجسم (الأيض) : تنكمش الأوعية الدموية لتقليل فقدان الحرارة، ويتوقف الدم عن الوصول للأعضاء ويتوقف نشاط الدماغ.


وفي هذه الحالة، يتوفر الأطباء على ساعتان فقط لإجراء العملية. في الواقع، لا يتم اللجوء الى هذه التقنية إلا في الحالات الأكثر خطورة لأنها تنطوي على مخاطر جسيمة.


بعد انتهاء عملية الجراحة، يتم حقن دم المريض تدريجيًا في جسمه ليحل محل المحلول الملحي ويُعاد إنعاش القلب لينبض من جديد.


وخلال هذه المرحلة الخطيرة، يمكن أن يصاب المريض بما يسمى ’’متلازمة إعادة ضخ الدم‘‘ (reperfusion syndrome). حيث يمكن أن يؤدي الإمداد المفاجئ بالأكسجين للجسم إلى حدوث أمراض خطيرة ناتجة تكون مواد بسبب تفاعل الأكسجين والجذور الحرة. كما يمكن أن يتسبب التوغل الهائل للكالسيوم في الخلايا إلى اضطراب خطير في وظائفها.


وللإشارة فقد سبق وأن تم إنجاز هذه العملية بنجاح على الخنازير في عام 2017، وذلك حتى قبل عامين من الاختبارات الأولى على البشر. وعادة ما يستغرق الأمر 10 سنوات على الأقل قبل أن يتم السماح بإجراء التجارب السريرية الأولى على البشر في الولايات المتحدة. ولكن تقنية ’’الحياة المعلقة‘‘ تكون أحيانًا آخر آمل لإنقاذ المريض من موت شبه مؤكد. وحتى الآن، استفاد مريض واحد فقط من هذه التقنية الجديدة، لكن البروتوكول الكلينيكي ينوي إجراء عشر عمليات أخرى مستقبلا.


في الواقع، على الرغم من المخاطر التي تهدد المريض، فإن هذه التقنية تشكل تقدمًا وإنجازاً طبياً كبيرًا. ومن ناحية أخرى، تجعلنا نتساءل أكثر عن ماهية الموت.