للإجابة على هذا السؤال، قام الباحثون باختبار ذكاء التوائم المتتطابقة وغير المتتطابقة (الذين يتشاركون 100٪ و 50٪ على التوالي من الجينوم ) بالإضافة إلى اختبار ذكاء التوائم الحقيقية أو المتطابقة التي تتبناها عائلات من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة. خلص الباحثون الى أن الوراثة (حصة التباين في معدل الذكاء المنسوب للجينات) قد يكون من 40 إلى 80٪. لكن هذا النطاق هو إحصائي : صالح لمجموعة من الأشخاص وليس لفرد.
جينات الذكاء غير موجودة
يعقب علماء آخرون على أنه لم يتم تحديد أي اختلافات في الجينوم نفسه، وأن الجين أو الجينات الخاصة بالذكاء غير موجودة. وعلى العكس من ذلك، فإن الأطفال الذين يتم تبنيهم وتربيتهم في بيئة اجتماعية واقتصادية متميزة يمكن أن يتمتعوا بقدرات أعلى بنسبة 10 إلى 15٪ من قدرات إخوتهم الذين نشأوا في بيئة أقل امتيازًا، مما يشكل ذكاءاً ’’مكتسبًا‘‘.
هل الذكاء فطري أم مكتسب ؟
تحسين النسل وصناعة العباقرة !
في القرن التاسع عشر، طمح (فرانسيس غالتون)، رائد ’’علم تحسين النسل‘‘، إلى بناء عائلات من العباقرة. حيث، كانت العبقرية في نظره صفة موروثة. لأن القدرات الاستثنائية غالبًا ما تنتقل بين النخب من جيل إلى آخر. لذلك يكفي أن يتكاثر الموهوبون فيما بينهم لينجبوا عباقرة. لم يضع في اعتباره، كما أثبت العلم اليوم، أن البيئة لها تأثير حاسم في بناء القدرات المعرفية.
صناعة العباقرة : الصين تحدو حدوه !
في الواقع، حتى ذرية أكثر الآباء ذكاءً لا يمكنهم ضمان وراثة الجينات ’’الجيدة‘‘. لهذا يعمل معهد (بكين) لعلم الجينوم على هذه القضية بالتحديد. على سبيل المثال، قام هذا المعهد الصيني بجمع الحمض النووي لـ 2500 شخص معدل ذكاءهم يزيد عن 160 (أقل من 2٪ من السكان). والهدف ؟ تحديد الجينات الرئيسية للذكاء. فإذا نجح بذلك، فسيكون علماء الوراثة قادرين على اختيار، من بين أجنة الزوجين، الجنين الذي يحتوي على الموروث الجيني الأكثر ’’ أهمية ‘‘. هذه المبادرة الصينية تم ادانتها في الغرب.