منطقة الحد أو منطقة الأخاديد القاعية العميقة أو (hadal zone) تشير إلى المنطقة الأقل استكشافًا
لكوكبنا. التي تمتد من - 6000 إلى - 11000 متر تحت سطح المحيطات. 6000 متر هي،
بالنسبة للكثيرين، الحدود الأخيرة التي تفصلنا عن المجهول.
وهذا ما يفسر السبب وراء رغبة الصين في استكشاف
هذه الأعماق بعد استكشاف القمر. حيث أطلق الرئيس شي جين بينغ مشروع هاديس ، في
إشارة إلى الأسطورة اليونانية "إله الجحيم". ويهدف المشروع إلى تركيب
محطة علمية على عمق 5400 متر في حفرة مانيلا في بحر الصين الجنوبي. في هذه المنطقة
تلتقي اللوحة الأوراسية بلوحة المحيط الهادئ.
وقد أدت الاحتكاكات في هذا الموقع إلى زلازل
تحت الماء وأمواج تسونامي. ويمكن أن تكون قاعدة الغواصات الصينية بمثابة محطة
مراقبة وإنذار، ولكن أيضًا بمثابة مختبر. حيث يمكن أن تنطلق غواصات صغيرة وطائرات
بدون طيار (drones) من
هذه القاعدة لسبر الأغماق، حيث يمكن اكتشاف أشكال جديدة من الحياة.
لكن الصين لا تخفي حقيقة أن هذه القاعدة يمكن
أن تُستخدم أيضا لأغراض عسكرية.
ولكن دعونا نعود إلى منطقة ( الحد ) الذي، كما
سبق الاشارة اليه، يقع على عمق 6000 متر على الأقل ، وهذا لا ينطبق إلا على 1 ٪ من
قاع البحر. في هذه المنطقة ظلام مطلق وتبلغ الحرارة فيها أقل من 4 درجات مئوية.
ولكن العنصر المُلفت هو الضغط الذي يشعر به المرء هناك. حيث يكون الضغط أكبر بـ
600 الى 1100 مرة مما هو على السطح.
حتى يومنا هذا، فإن أعمق منطقة على الأرض هي
الخندق المحيطي لجزر ماريانا في شمال المحيط الهادئ، والتي تم اكتشافها في عام
1875. وقليل هم من غامروا بالذهاب الى تلك المنطقة. ففي عام 2012، هبط المخرج
"جيمس كاميرون" إلى عمق حوالي 11000 متر وبقي هناك لمدة 3 ساعات. وقد
كانت غواصاته الصغيرة كل هذا الوقت تحت ضغط يزيد على طن واحد لكل سنتيمتر مربع.
وقد قامت الروبوتات باستكشاف هذه المناطق. حيث
قامت بتصوير العديد من الكائنات الحية، مثل الأميبا، والروبيان، وخيار البحر،
ولكن أيضًا أسماك شفافة بطول 2 ملمتر.