( ماسياس نغويما ) أبشع ديكتاتور في التاريخ !

 

صفات الديكتاتور، مفهوم الديكتاتورية، ما معنى الديمقراطية والديكتاتورية، عيوب الدكتاتورية، فوائد الدكتاتورية، الدكتاتورية في الإسلام، الديكتاتورية العادلة، أنواع الدكتاتورية، دول أفريقيا


شهدت غينيا الاستوائية، وهي دولة صغيرة تقع في وسط إفريقيا، واحدة من أحلك الفترات في تاريخها في ظل الحكم الاستبدادي لفرانشيسكو ماسياس نغويما. حكم هذا الدكتاتور الذي لا يرحم البلاد بقبضة من حديد لما يقرب من ثلاثة عقود، تاركًا وراءه إرثًا من الإرهاب والقمع والفساد.

ولد فرانسيسكو ماسياس نغويما في الأول من يناير عام 1924 في نسيغايونغ بغينيا الاستوائية، التي كانت مستعمرة إسبانية. كان يطمح الى أن يصير مدرس ولكن سرعان ما أصبح نشطًا في حركة الاستقلال Equatoguinean. بعد استقلال البلاد في عام 1968، تم انتخاب ماسياس نغويما رئيسًا، لكنه سارع في الكشف عن طبيعته الاستبدادية الحقيقية.


وهكذا صار ’’ فرانسيسكو ماسياس نغويما ‘‘ أول رئيس لغينيا الاستوائية بعد استقلالها عن الإحتلال الإسباني، وبقي في الحكم منذ عام 1968 حتى الإطاحة به وإعدامه لاحقًا في عام 1979.


في 7 مايو 1971، أصدر (ماسياس نغويما) المرسوم 415 الذي قرر من خلاله تولي جميع السلط المباشرة للحكومة والمؤسسات، بما في ذلك السلط التشريعية والقضائية، وكذلك مجلس الوزراء.

 

في 18 أكتوبر / تشرين الأول 1971، فرض في القانون رقم 1 عقوبة الإعدام على كل من يهدد الرئيس أو الحكومة. كل من يهين الرئيس أو يسيء إليه يُعاقب بالسجن 30 عامًا. في عام 1972، نصب (ماسياس نغويما) نفسه رئيسًا مدى الحياة لغينيا الاستوائية.

 

وصل جنون العظمة بـ (ماسياس نغويما) إلى حد إعدام أي شخص يرتدي نظارات، وحظر استخدام مصطلح (مُفكّر) وأمر بتدمير جميع السفن لمنع شعبه من الهروب منه، كما حظر الصيد.

 

أجبر(ماسياس نغويما) شعبه على تمجيده بل وحتى تأليهه، حيث فرض عل كل البلاد أن تسميه بـ ’’المعجزة الفريدة لغينيا الاستوائية ‘‘. وفي عام 1978 قام بتغيير الشعار الوطني للبلاد إلى ’’لا إله إلا ماسياس نغويما‘‘.

 

أجبرت حكومة (ماسياس نغويما) عشرات الآلاف من المواطنين على الفرار خوفًا من الاضطهاد وخاصة المثقفين. ما لا يقل عن مئة ألف شخص، من بين ما يقدر بنحو 215،284 نسمة في ذلك الوقت، أي ما يقرب من 47 ٪ من السكان، فروا من البلاد أو قُتلوا.


أدت الوحشية المتزايدة لنظام "ماسياس نغويما" في النهاية إلى سقوطه في عام 1979. أطاح به انقلاب عسكري بقيادة ابن أخيه "تيودورو أوبيانغ نغويما مباسوغو". حوكم "ماسياس نغويما" على جرائمه وحكم عليه بالإعدام. تم إعدامه في عام 1979، ما وضع حدا  لواحدة من أكثر الديكتاتوريات قسوة في تاريخ أفريقيا.


لا يزال إرث "ماسياس نغويما" يطارد غينيا الاستوائية. على الرغم من أن البلاد شهدت تغيرات سياسية منذ ذلك الحين، إلا أن العديد من التحديات لا تزال قائمة، بما في ذلك الفساد والقمع السياسي وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. تظل ذكرى "ماسياس نغويما" بمثابة تذكير صارخ بالعواقب المدمرة للسلطة المطلقة.