لماذا الزعفران باهظ الثمن ؟

 

الزعفران، الذي يسمى أيضا بـ "الذهب الأحمر"، يباع بأثمنة باهظة جدا. في الواقع، يتم إنتاج هذه التوابل عن طريق حصاد وإنتاج محدد للغاية، ويمكن أن تصل قيمة الزعفران إلى 1500 يورو للكيلوغرام الواحد في البيع بالتجزئة. فلماذا يا ترى سعره مرتفع للغاية ؟

بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أنه بلونه الأحمر الذي يميزه، كان الزعفران (Saffron) من التوابل الشعبية منذ العصور اليونانية القديمة. لأن اليونان القديمة - وبشكل أكثر تحديدًا - جزيرة كريت- هي مهد الزعفران المزروع الذي نعرفه اليوم.

على مر القرون، نشرت الإمبراطورية الرومانية نبتة الزعفران، تدريجيًا، في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط​​، حتى شاعت شهرته في جميع أنحاء العالم.

لكن ما هي أسباب شهرة هذه النبتة ؟

يقبل الناس على الزعفران لخصائصه الطبية، ولكن أيضا لنكهاته الطهوية. في الواقع، حتى لو كان بعض المتحمسين يفصلونه كعطر أو مسحوق صبغي، فإن هذه التوابل دائمًا ما كانت تغري الناس بخصائصها العطرية المتنوعة جدًا (مضادات الأكسدة، المنكهات، إلخ) ، ولونه الأحمر المُبهج، وطعمه الخفيف القريب من طعم العسل.

الزعفران منتج حساس للغاية، ما يتطلب الكثير من الاحتياطات أثناء حصاده. حتى لو تم تطوير بعض التقنيات الصناعية، فإن إنتاجه يظل، في الواقع، يدويا إلى حد كبير جدًا.

وبالتالي، لإنتاج بضعة غرامات من الزعفران، يجب أن تتوفر شروط مثل اليد العاملة، المناخ الملائم، وأشعة شمس كثيرة. وكل يوم، عند الفجر، يقوم العمال والعاملات بقطف المياسم الثلاثة لزهرة الزعفران يدويًا (الميسم (بالإنجليزية : Stigma) هو العضو التناسلي الأنثوي للنبات).

في الواقع، لإنتاج 500 غرام فقط من الزعفران الجاف ... يجب قطف 170000 زهرة. بينما تمتد فترة الإزهار فقط من نهاية سبتمبر إلى بداية ديسمبر.

هل تدركون الآن سبب ندرة الزعفران وثمنه الباهظ ؟

ومع ذلك، لتنكيه طبق الطعام بنبتة الزعفران، فإن جرعة بسيطة من 0.02 غرام هي أكثر من كافية. لذلك يمكن لغرام واحد من الزعفران أن ينكه ما بين 50 و 200 طبق من الطعام ! لهذا السبب يتم تسويق الزعفران على شكل شعيرات، في محلات البقالة ومحلات السوبر ماركت.