كيف تم اختراع السترة الواقية من الرصاص ؟

 

من مخترع السترة الواقية من الرصاص، سعر واقي الرصاص، سترة ضد الرصاص للبيع في، سترة واقية من الطعن، سترة واقية من الرصاص للبيع، مما يصنع الدرع الواقي من الرصاص، خوذة واقية من الرصاص، سترة واقية من الرصاص بالانجليزي

لقد أنقذت السترة المضادة للرصاص (بالإنجليزية : Ballistic vest) آلاف الأرواح منذ القرن التاسع عشر. لكن في الستينيات، اتخذت هذه السترة بعدًا آخر بفضل ألياف كيفلار (Kevlar)، وهي ألياف صناعية أكثر مقاومة من الحرير.


أصبحت السترات الواقية من الرصاص الآن عناصر أساسية لضمان سلامة رجال القانون أو حتى رؤساء الدول. لكن كيف تم اختراع هذه السترات ؟ في هذه المقالة، نسافر بكم إلى أصول هذه السترة القادرة على إنقاذ الأرواح، وذلك بفضل استخدام منسوجات محددة للغاية.


السترة المضادة للرصاص، يجب أن أعترف لكم أنني لطالما حيرني غموضها لفترة طويلة. لم أفهم حقًا كيف يمكن للباس حتى ولو كان قويا للغاية أن يوقف قذيفة معدنية تسير بسرعة 1500 كيلومتر في الساعة.


دروع معدنية ثقيلة جدا


فمن أين أت هذه السترات والأهم كيف يمكن أن توقف الرصاص ؟ لعدة قرون، حاول العديد من الأشخاص حول العالم صنع دروع يمكنها إيقاف الرصاص. وفي البداية، كانت هذه الدروع تشبه إلى حد كبير درع الفارس. ولعل خير مثال لهذا النوع من الدروع هو الدرع الذي صنعه قاطع طريق أسترالي يُدعى (ريد كيلي)، حيث صنع مع عصابته في ثمانينيات القرن التاسع عشر دروعًا معدنية استخدمها في مواجهاته مع الشرطة. لكن مشكلة هذه الدروع أنها كانت ثقيلة للغاية، حيث كانت تزن 25 كيلوغراماً، مما يجعل الحركة صعبة.


وكما نعلم فالحركة، عندما يتم إطلاق النار عليك، لا تقل أهمية عن الحماية الجسدية من الرصاص. وقد أخطأ (ريد كيلي) وعصابته في اعتقادهم أن المعدن هو أفضل حماية ضد الرصاص. لماذا ؟ لفهم ذلك، يجب أن نشرح قليلاً أين تكمن قوة رصاصة المسدس.


استخدام الكوريين للقطن


يمكن أن تخترق الرصاصة الجدران - ناهيك عن جلد الانسان - لأنها تركز قدرًا كبيرًا من الطاقة عند رأسها. لكن معظم الرصاص له خاصية أخرى : عندما تصطدم الرصاصة بسطح ما، فإنها تتشوه. وعندما تتشوه، فإنها تجد صعوبة في اختراق السطح لأن أطرافها تصير أوسع.


على سبيل المثال، إذا حاولت ادخال رأس قلم الحبر في يدي، فسأنجح. من ناحية أخرى، أنبوب هذا القلم، وهو أوسع بكثير، سيصعب عليه اختراق اليد لأن القوة التي أطبقها منتشرة على مساحة أكبر.


لذلك إذا تمكنا من جعل الرصاصة تتشوه قبل لمس جسد الشخص، فسيكون من السهل تبديد طاقتها. وكان الكوريون أول من أدرك ذلك في منتصف القرن التاسع عشر. حيث اكتشفوا أنه عندما تضع طبقات من القطن فوق بعضها البعض، يمكنها إيقاف رصاص بعض الأسلحة النارية في ذلك الوقت لأن تلك الرصاصات تتشوه قبل أن تصطدم بالجسم.


بعد بضع سنوات، رأى جراح أمريكي - واسمه جورج جودفيلو - أمام عينيه تصفية حسابات بمسدس بين شخصين، أصيب أحدهما برصاصة في القلب. وعندما اقترب جورج لينظر إلى الجرح، لاحظ أن منديل الحرير الذي كان يضعه الضحية على صدره لم تخترقه الرصاصة، بل دفعت بالمنديل إلى داخل جسد الضحية. لذلك كانت هذه الملاحظة هي التي أدت تدريجياً إلى تطوير السترات الغربية الواقية من الرصاص، والتي كانت جميعها مصنوعة من الحرير.


ظهور الكيفلار.. أكثر مقاومة


على سبيل المثال، غالبًا ما كان رجال العصابات في حقبة (آل كابوني) يرتدون السترات الواقية من الحرير. كما كان يفعل ايضا رؤساء دول حول العالم، بمن فيهم الأرشيدوق (فرانسيس فرديناند)، الذي اغتيل في الحرب العالمية الأولى، والذي لم يكن يرتدي سترته الواقية من الرصاص يوم إطلاق النار عليه.. حتى لو ما كان ذلك يجدي نفعا، لأنه أصيب في رقبته.


ثم في الستينيات، تم اختراع الكيفلار، وهو ألياف صناعية أقوى من الحرير، لكن قدرتها على إيقاف الرصاص تعمل على نفس المبدأ تمامًا. لكن المشكلة تظل دائمًا كما هي في الحرب : هناك مواجهة بين قوة النار وقوة الدفاع. لذلك عندما تزداد القوة الدفاعية، فإنها تشجع على صنع أسلحة يمكنها تجاوز هذه الأخيرة.


اليوم، تصنع السترات المضادة للرصاص للجيش الأمريكي، على سبيل المثال، من كل من الكيفلار والصفائح المعدنية أو السيراميك (ceramic) التي يتم حشوها بالداخل. وقد أنقذت هذه السترات الكثير من الجنود، منذ عام 1973، حيث يقدر أن 3000 ضابط شرطة أمريكي قد نجوا من الموت بفضل ستراتهم.