لماذا يتم حقن الإفرازات المهبلية في فم المولود بعملية قيصرية ؟

 

تتمثل العملية القيصرية في شق بطن الأم، جراحياً، من أجل إخراج الطفل من الرحم. وإذا كانت للولادة القيصرية مزايا لأنها تحد من مخاطر حدوث مضاعفات للأم والطفل، فإنها لا تقدم جميع المزايا المتعلقة بالولادة المهبلية، ولا سيما ابتلاع المولود للإفرازات الموجودة على مستوى المهبل.

فيديو الولادة القيصرية بالتفصيل، تجارب الولادة القيصرية، فوائد الولادة القيصرية، نصائح بعد الولادة القيصرية، متى تتم الولادة القيصرية في الشهر التاسع، مخاطر الولادة القيصرية، العملية القيصرية بالصور، كم عدد غرز الولادة القيصرية

من الممكن، بناءً على نصيحة طبية، إجراء تقطير صناعي للإفرازات المهبلية أثناء الولادة القيصرية. لكن يجب الموازنة بين الفوائد والمخاطر بعناية.


الاختلافات بين الولادة القيصرية والولادة المهبلية


كل شيء في الطبيعة خُلق بقدر موزون. فإدا كانت الولادة المهبلية (الطبيعية) هي تجربة فريدة للغاية بالنسبة للنساء اللواتي يجربنها، فهي أيضًا طريقة مفيدة بشكل عام لكل من الأم والطفل.


أولاً، يمكن أن تحدث الولادة الطبيعية بشكل عفوي، في حين أن الولادة القيصرية لا تكون أبدًا تلقائية، بل قرار طبي. والفرق كبير : في حالة الولادة الطبيعية، يستعد الجسم للولادة، لا سيما عن طريق فرز هرمونات مهمة للتخفيف من الألم وحث الأم على الارتباط بالرضيع وتحفيز إنتاج الحليب. في حالة الولادة القيصرية، لا يتم إنتاج الهرمونات بالضرورة إذا لم تكن الأم في حالة المخاض.


من ناحية أخرى، فإن خروج الرضيع طبيعيا من جسم الأم يسمح له بالاستفادة حتى اللحظة الأخيرة من إمدادات الدم والتغذية عن طريق الحبل السري. يمكن حتى ترك هذا الأخير كما هو بعد الولادة، طالما أن الدم يدور فيه. أثناء الولادة القيصرية، يتم قطع الحبل السري بسرعة من أجل توفير الرعاية للطفل وخياطة جرح الأم.


أخيرًا، عند خروج المولود عبر الرحم والمهبل، يبتلع عددًا من البكتيريا الموجودة في الجهاز التناسلي للأم. هذه البكتيريا تعزز نمو الجهاز المناعي للمولود، وهو أمر لا يستفيد منه الطفل المولود بعملية قيصرية على الاطلاق.


مزايا التقطير الصناعي للإفرازات المهبلية


هناك ممارسة تسمى التقطير الصناعي للإفرازات المهبلية (Vaginal instillation)، والتي تنطوي على أخذ الإفرازات من مهبل الأم ووضعها في فم الطفل المولود بعملية قيصرية. هذه الممارسة تساعد في استعمار البكتيريا الجيدة للجهاز الهضمي للطفل، مما يجعل النظام المناعي لديه أكثر كفاءة.


هذا الأمر مهم جدًا للأطفال الرضع، لأن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية يمكن أن يكونوا ضعفاء إذا كانوا خدّج أو يعانون من صعوبة في التنفس والرضاعة. وبالتالي، فإن التقطير المهبلي يعوض جزئيًا عن آثار العملية القيصرية من خلال تزويد المولود الجديد بمكافأة صغيرة لمناعته.


حدود التقطير الصناعي للإفرازات المهبلية


لا تعتبر الإفرازات المهبلية معقمة لأنها تحتوي على بكتيريا. هناك خطر من نقل العدوى إلى الطفل إذا كانت الأم مصابة بمرض جنسي أو عدوى منقولة جنسياً.


لذلك يجب التفكير بعناية في عملية التقطير المهبلي مسبقًا. يمكن للطبيب المسؤول أيضًا اختيار إجراء اللبأ (Oral colostrum)، أي إعطاء القليل من حليب ثدي الأم للطفل مباشرة بعد العملية القيصرية، من أجل تزويده بالأجسام المضادة للأم.