هل يمتلك سبعة أشخاص حقًا مفاتيح الإنترنت ؟

بحث حول الانترنت، فوائد الإنترنت، إيجابيات وسلبيات الإنترنت، خدمات الإنترنت، تطور الإنترنت، شبكة الإنترنت، أضرار الإنترنت، الإنترنت المظلم، ديب ويب، الدارك ويب

أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يربط ملايين الأشخاص حول العالم في ثوانٍ. لكن هل تعلم أن الوصول إلى الإنترنت يتحكم فيه سبعة أشخاص فقط ؟ بالفعل ! يمتلك هؤلاء الأشخاص السبعة مفاتيح الإنترنت، مما يعني أن لديهم القدرة على إغلاق الإنترنت في جميع أنحاء العالم إذا أرادوا ذلك. في هذه المقالة، سنلقي نظرة فاحصة على هذا الادعاء واكتشاف بعض الحقائق الغير معروفة حول مفاتيح الإنترنت.


ما هي مفاتيح الإنترنت ؟

بادئ ذي بدء، ما هي بالضبط مفاتيح الإنترنت ؟ مفاتيح الإنترنت، والمعروفة أيضًا باسم مفاتيح أمان الجذر (root security keys)، هي سلسلة من الرموز السرية التي تتحكم في نظام أسماء المجالات (DNS) للإنترنت بالكامل. الـ DNS هو الطريقة المستخدمة لترجمة أسماء النطاقات إلى عناوين بروتوكول الإنترنت (بالإنجليزية : IP address)، مما يسمح للمستخدمين بالوصول إلى مواقع الويب ببساطة عن طريق إدخال عنوان أي موقع أنترنت (URL) في متصفحهم.


تم ابتكار نظام مفتاح أمان الجذر في التسعينيات لضمان أمان واستقرار DNS. في الماضي، كان هذا النظام يُدار من قبل هيئة أرقام الإنترنت المخصصة (بالإنجليزية : Internet Assigned Numbers Authority اختصاراً IANA)، وهي منظمة غير ربحية تم إنشاؤها للإشراف على توزيع عناوين IP وأسماء النطاقات. ومع ذلك، في عام 2016، تم نقل مسؤولية إدارة مفتاح أمان الجذر إلى شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (ICANN)، وهي منظمة دولية غير ربحية تدير أيضًا مستوى أسماء النطاقات المتميزة.


هل فعلا 7 أشخاص في العالم من يمتلكون مفاتيح الإنترنت ؟

نعود الآن إلى السؤال الرئيسي : هل صحيح أن سبعة أشخاص فقط يمتلكون مفاتيح الإنترنت ؟ الجواب هو نعم ولا. صحيح أنه يلزم سبعة أفراد لفتح الخزائن التي تحتوي على مفاتيح أمان الجذر. هؤلاء الأفراد السبعة هم جزء من مجموعة تسمى "Key Signing Key Ceremony (KSK)". تتكون هذه المجموعة من سبعة مفاتيح فعلية، يجب تنشيطها جميعًا في نفس الوقت حتى يمكن الوصول إلى مفاتيح أمان الجذر. يتم الاحتفاظ بكل مفتاح بأمان في مكان مختلف حول العالم لتقليل مخاطر القرصنة أو السرقة.


ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الأفراد السبعة لا يحتفظون بمفاتيح أمان الجذر بشكل دائم. بدلاً من ذلك، يتم استدعاؤهم عدة مرات في السنة للمشاركة في حفل توقيع المفاتيح، حيث يقومون خلالها بتنشيط مفاتيح أمان الجذر لبضع ساعات فقط. بمجرد انتهاء الحفل، يتم إلغاء تنشيط المفاتيح ويذهب الأشخاص السبعة كلُُّ الى حال سبيله، دون الحصول على نسخة دائمة من مفاتيح أمان الجذر.


على الرغم من أن مفاتيح أمان الجذر مهمة للغاية لأمن واستقرار الإنترنت، إلا أن ضياعها أو سرقتها لا يعني نهاية الإنترنت. يمكن استبدال مفاتيح أمان الجذر في غضون أيام قليلة، ويضمن نظام ICANN الاحتياطي استمرار المستخدمين في الوصول إلى مواقع الويب خلال فترة الانتقال. علاوة على ذلك، حتى لو تم اختراق وقرصنة مفاتيح أمان الجذر، فلن يعني ذلك نهاية الإنترنت ككل. هناك العديد من أنظمة أسماء النطاقات الأخرى التي يمكن استخدامها كبديل.


ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن مفاتيح أمان الجذر ليست الجزء الوحيد من البنية الأساسية للإنترنت التي تتحكم فيها مجموعة صغيرة من الأشخاص. هناك عناصر مهمة أخرى، مثل خوادم الجذر (root name server) وبروتوكول البوابة الحدودية أو بروتوكول التوجيه بين البوابات (بالإنجليزية : Border Gateway Protocol اختصاراً BGP)‏، والتي يتحكم فيها أيضًا عدد قليل من الأشخاص والمؤسسات. هذا يعني أنه حتى إذا تم استبدال مفاتيح أمان الجذر، فسيظل هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين سيكون لديهم سيطرة كبيرة على البنية التحتية للإنترنت.


تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الأشخاص السبعة الذين يشاركون في حفل توقيع مفتاح أمان الجذر يتمتعون باحترام كبير وموثوق بهم في مجتمع أمن المعلوميات. لقد تم اختيارهم لخبرتهم وحنكتهم في مجال أمن المعلوميات، فضلاً عن نزاهتهم الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، تخضع عملية إدارة مفتاح أمان الجذر بالكامل للتدقيق والتحقق المنتظم لضمان أمنها وسلامتها.


وكخلاصة، على الرغم من أن الادعاء بأن سبعة أشخاص من يملكون مفاتيح الإنترنت قد يبدو مقلقًا، إلا أنه لا ينبغي أن يُفهم من ذلك بأن الإنترنت في ملك مجموعة من الأشخاص الذين لديهم رغبة في السيطرة على الإنترنت. في الواقع، تعد مفاتيح أمان الجذر مهمة جدًا لأمان واستقرار الإنترنت، ولكن فقدانها أو سرقتها لا يعني نهاية الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يخضع نظام إدارة مفتاح أمان الجذر للتدقيق والمراقبة المنتظمة لضمان أمنه وسلامته. في النهاية، الملايين من مستخدمي الإنترنت حول العالم هم من يمتلكون القوة الحقيقية للإنترنت، وقدرتهم على الاتصال والتواصل مع بعضهم البعض هو ما يجعل الإنترنت ’’وحشا‘‘ يصعب السيطرة عليه.