كيف يمكن للمرء أن يتخيل مدينة نيويورك بدون ناطحات السحاب ؟ ومع ذلك، فإن هذه المباني الشهيرة تعرض المدينة للخطر. في الواقع، ناطحات السحاب هذه ثقيلة جدًا.
سعت دراسة حديثة لتقدير وزن هذه المباني الشاهقة. للقيام بذلك، تم أخذ في الاعتبار أكثر من مليون مبنى. وتم التوصل إلى الوزن المذهل لكل هذه البنايات : 764،000،000،000 كيلوغرام.
وتجدر الإشارة الى أنه لم يؤخذ في الاعتبار وزن البنى التحتية كالسكك الحديدية أو الطرق أو الجسور أو الأرصفة. لذلك لن نتفاجأ من أن المدينة، تحت هذا العبء الهائل، تغرق شيئًا فشيئًا.
يحدث هذا الغرق بوتيرة 1 إلى 2 ملمتر في السنة. هذا الرقم قد لا يبدو كثيرًا. ومع ذلك، فإن هذا أكثر من كافٍ لتعريض مدينة نيويورك لخطر جسيم.
وهذا الخطر أكثر إلحاحًا لأن بعض الأحياء تغرق بشكل أسرع من غيرها. كما هو الحال مع مانهاتن، التي هي على ارتفاع متر أو مترين فقط فوق مستوى سطح البحر.
هذا الغرق ليس فقط بسبب وزن ناطحات السحاب. طبيعة تربة نيويورك لها أيضًا علاقة بالموضوع. تم بناء بعض الأحياء على تربة طينية، ما يجعلها أكثر حساسية لوزن المباني.
وبما أن مستوى سطح البحر يميل إلى الارتفاع بسبب الاحتباس الحراري، فإن اقتران كل من ارتفاع مستوى سطح البحر وغرق المدينة يزيد من مخاطر الفيضانات.
ومن المتوقع أن يزداد الخطر سوءًا. في الواقع، مازال إنشاء مبانٍ جديدة مستمرا. واستخراج المياه الجوفية لا يمكنه إلا أن يزيد الأمر سوءا.
مدن أخرى مهددة بالغرق
نيويورك ليست المدينة الوحيدة المهددة بالفيضانات. بل إن مدنًا أخرى، مثل جاكرتا، أكثر عرضة لخطر الغرق. في الواقع، عاصمة إندونيسيا، التي تغرق بمعدل 11 سنتيمتر سنويًا، تحت تأثير وزن مبانيها وشفط المياه الجوفية، يمكن أن تجد نفسها تحت الماء في غضون ربع قرن.
عموما، أصبحت جميع المدن الساحلية الكبيرة سريعة التوسع مهددة بخطر الغرق أيضا.