في 12 ديسمبر 1901، تم بنجاح تحقيق أول اتصال عبر المحيط الأطلسي عن طريق التلغراف اللاسلكي. أصبح هذا النجاح ممكنًا بفضل العبقري "جولييلمو ماركوني" في إيطاليا.
في 12 ديسمبر 1901، ولأول مرة، عبرت رسالة المحيط، وانتقلت من قارة إلى أخرى على الفور. إنها ثورة حقيقية كسرت الكثير من الحدود. أعلن "ماركوني"، الفيزيائي الإيطالي الذي ندين له بهذا الإبتكار الفذ : "في كل يوم نرى الإنسانية أكثر انتصارا في صراعها مع المكان والزمان".
ولد "جولييلمو ماركوني" عام 1874 بالقرب من بولونيا بإيطاليا. نشأ في عائلة ثرية، وعلى الرغم من أنه كان متوسط المستوى في المدرسة، إلا أنه كان مبدعًا وذكيًا. وكان مهتما بشكل خاص بالكهرومغناطيسية. لم يصبح باحثاً أكاديمياً ومنضبطاً على المستوى النظري، بل كانت لديه أفكار ويعرف كيف يضعها موضع التنفيذ. كانت فكرته هي أنه ليست هناك من حاجة للأسلاك لإرسال الرسائل. يمكن أن توفر الموجات انتقال الرسائل بين جهاز الإرسال وجهاز الاستقبال !
وفي سبتمبر 1895، أجرى تجربة جعلته يدخل تاريخ العلم من بابه الواسع. وجرى ذلك على تلة قريبة من منزله، حيث تمكن "ماركوني" لأول مرة من بث إشارة لاسلكية لمسافة حوالي 1700 متر، حيث سمع شقيقه، الذي ساعده في التجربة، الإشارة على جهاز استقبال. وأعلمه باستلام الرسالة بطلقة نارية من بندقيته ! كانت هذه التجربة حاسمة. وبينما كان باحثون آخرون يسارعون الزمن لتحقيق هذا الإنجاز، كان الأمر قد نجح معه.
اختراع لا يزال موضع تقدير دائمًا
في إيطاليا، لم يجذب اكتشافه الكثير من الفضوليين. فشد ماركوني الرحال الى إنجلترا حيث استفاد من هياكل البحرية الملكية. وحسّن من اختراعه الذي صار يرسل رسائل على مسافات أطول من أي وقت مضى. وفي عام 1898، تبادلت سفينتان بريطانيتان إشارات الراديو على مسافة 140 كيلومترًا. وبناءً على نجاحه، أسس في عام 1908 "شركة ماركوني اللاسلكية"، التي قدمت للناس خدمة إرسال البرقيات اللاسلكية. حقق ماركوني ثروة كبيرة من اختراعه. وبعد عام حصل على جائزة نوبل في الفيزياء. كما أن الناس تحمسوا كثيرا لاختراعه، خاصة أنه سمح بإنقاذ 700 راكب أثناء غرق سفينة تايتانيك. في نظر الرأي العام، كان ماركوني عبقريا، وبطلا أيضًا !
تم استخدام نظام الراديو الذي ابتكره خلال الحرب العالمية الأولى، حيث كان ماركوني متطوعًا. أمضى ماركوني السنوات الأخيرة من حياته في إيطاليا، حيث توفي في 20 يوليو 1937. وقد نُقل نبأ وفاته عبر أجهزة الراديو في جميع أنحاء العالم، وسيلة الإعلام التي اخترعها هو نفسه !