ما هي حكمة الجمهور ؟

حكمة الجمهور، wisdom of the crowd، أخذ آراء مجموعة من الأفراد، تقليد الجمهور، قول الجمهور، حكمة الجماهير

منذ نهاية القرن التاسع عشر على الأقل، لاحظ علماء الاجتماع أنّ سلوك، مشاعر، وأراء الأفراد تتغير عندما يكونون متجمعين في حشد أو جماعة أو مجموعة.


غالبًا ما يُنظر بطريقة سلبية إلى التغيير في المواقف والأراء. حيث يلاحظ، في الواقع، أن الأفراد الذين "يضيعون" وسط حشد من الناس يمكن أن يفسحوا المجال لمشاعر الكراهية أو التمجيد، وهو ما قد لايصدر منهم بالضرورة كأفراد.


لكن هناك نظرية معاكسة، أشاعها على وجه الخصوص الصحفي الأمريكي "جيمس سوروفيكي"، تؤيد "حكمة الجمهور" (Wisdom of the crowd)، وهو عنوان كتاب نشره عام 2004. كما أنها ألهمت ممارسة تعليمية بدأها الفيلسوف وعالم التربية الأمريكي "ماثيو ليبمان"، الذي سعى إلى تنمية تفكير الأطفال من خلال المناقشات الجماعية.


وفقًا لهذه الفرضية، الأفراد عندما يكونون في مجموعة يكونون أكثر قدرة على حل مشكلة ما من أي فرد يفعل ذلك وحده. هذه القدرة التحليلية التي يتميز بها الحشود معروفة بالفعل للخبراء في الأسواق التنبؤية وكذلك في سباقات الخيل.


في الواقع، في ظل ظروف معينة، فإن التنبؤات التي يقدمها جميع المراهنين قد تكون دقيقة تمامًا. وبالمثل، فإن ترتيب صفحات الويب من طرف محركات البحث يعتمد على النجاح الذي حققته كل واحدة منها. وبعبارة أخرى، فإن محركات البحث هذه تثق في الرأي الجماعي لمستخدمي الإنترنت، والذي غالباً ما يكون أكثر دقة.


علاوة على ذلك، يستشهد "جيمس سوروفيكي" ببعض الملاحظات التي أدلى بها في بداية القرن العشرين الإحصائي الإنجليزي "فرانسيس جالتون". وقد لاحظ ،على الخصوص، أن حشدًا من الناس كان قادرًا على تخمين وزن ثور بدقة أكبر من أي خبير.


لكن "حكمة الجمهور" هذه لا يمكن أن تظهر، حسب هذا المؤلف، إلا إذا تم استيفاء شروط معينة. في الواقع، لن يكون الجمهور أكثر حداقةَ من الفرد إلا إذا كان مكونًا من أفراد من خلفيات اجتماعية متنوعة.


علاوة على ذلك، يجب أن تكون الآراء المعبر عنها مستقلة تمامًا. وأخيرا، فإن النتيجة النهائية يجب أن تصدر بالإجماع البسيط، وليس عن طريق التصويت أو تدخّل أي سلطة أو جهة ذات نفوذ.