هناك حيوانات تتمتع بقدرات أكثر من غيرها. بعض هذه الحيوانات، مثل الببغاء أو الدلفين، قادرة على مناداة بعضها البعض، من خلال "أسماء" تماما مثل البشر ! أو بالأحرى، تقوم بتقليد صرخة فرد آخر من بني جنسها، مما يسمح لها بالتعامل معه بطريقة فردية.
دراسة علمية حديثة تكشف قدرة الأفيال الاستثنائية في التواصل
لكن الأفيال أو الفيَلة، التي هي، كما نعلم، حيوانات متطورة، وصلت إلى أبعد من ذلك. يعرف هذا الحيوان الضخم كيفية إعطاء كل من رفاقه اسمًا دقيقًا، يتكون من أصوات خاصة جدًا. وهي مكوّنة من أصوات عالية الطبقة، ولكنها أيضًا مركّبة من أصوات هادرة ومنخفضة التردد لا تستطيع الأذن البشرية إدراكها دائمًا.
أجرى فريق من علماء الحيوان دراسة في كينيا لمحاولة التعرف على هذه الأصوات. وقد أحصوا أكثر من 600 صوت في المجموع. وبفضل مساعدة الذكاء الاصطناعي، تمكنوا من تمييز الأصوات التي تشكل اسم حيوان فرد من تلك التي تستقبل بها هذه الحيوانات بعضها البعض.
أهمية هذه القدرة في حياة الأفيال
غالبًا ما تنفصل الأفيال عن القطيع، في بحث دائم عن الطعام. وبالتالي يمكنها الاتصال ببعضها البعض من أجل إعادة التجمع في مكان معين. حتى الحيوانات البعيدة ستسمع اسمها، لأن هذه الأصوات يصل مداها الى مسافة بعيدة جدًا.
هذه القدرة، التي تتمتع بها الفيَلة، تجعلها مميّزة في عالم الحيوان. فهي تسمح لها بربط أصوات محددة بفرد معيّن.
كما تُظهر قدرتها على ربط هذه الأصوات بفكرة، وهي القدرة على منح الفردية، وبالتالي شخصية خاصة، لكل عضو في المجموعة. وبعبارة أخرى، فإن هذه الحيوانات عندها القدرة على تصور أفكار مجردة. مما يجعلها أقرب إلى الإنسان !
بالنسبة للعلماء، لا يمكن استبعاد أن الفيَلة تستخدم نفس "الطريقة" لتسمية الأطعمة أو الأماكن. ما يجعل أوجه التشابه بينها وبين البشر كبيرا.
بفضل التقنيات الحديثة، سيتمكن العلماء بلا شك من سبر جميع التفاصيل الدقيقة لهذه اللغة الحيوانية. وربّما في يوم من الأيام، يمكن للبشر استخدام هذه اللغة للتواصل مع الأفيال ؟