هل يمكن أن يتناسل الانسان مع القرد ؟

السؤال حول إمكانية تناسل الإنسان مع القرد يثير الكثير من الجدل والنقاشات العلمية. علميًا، البشر والقردة يشتركون في سلف مشترك، لكنهما نوعان مختلفان. لذلك، لا يمكن أن يحدث التزاوج بينهما بشكل طبيعي. الاختلافات الجينية بين البشر والقردة تجعل من المستحيل أن تنتج أي نسل هجين. تُعتبر هذه الفكرة موضوعًا شائعًا في الأدب الشعبي والخيال العلمي، ولكنها تفتقر إلى الأساس العلمي.

من المعروف أن الانسان يتشابه مع الشمبانزي الى حد بعيد. لأن حمضهما النووي متشابه جدًا. ويكمن الاختلاف في كون الانسان لديه زوج من الكروموسومات بعدد أقل من هذه القردة.


هل يمكن أن يتزاوج الإنسان مع الشمبانزي ؟

لكن بعض الأنواع من الحيوانات يمكن أن تتزاوج، بغض النظر على العدد الذي تملكه من الكروموسومات. فالخيول، التي تملك 32 زوجًا من الكروموسومات، يمكنها التناسل مع الحمر الوحشية، والتي حسب الأنواع، تملك ما بين 16 و23 زوجًا من الكروموسومات فقط.


هذا التشابه في الجينوم جعل بعض العلماء يعتقدون بامكانية تهجين بين الإنسان والشمبانزي، الذي قد ينتج عنه مخلوق جديد يسمى (humanzee).


محاولات لانتاج مخلوق جديد

في عشرينيات القرن العشرين، كان عالم الأحياء الروسي، إيليا إيفانوفيتش إيفانوف، مهتما جداً بتهجين الانسان والشمبانزي. فتمكن من الحصول على دعم من السلطات السوفيتية ومعهد باستور.


وبفضل هذا الدعم، ذهب إلى المركز الذي يأوي القردة (الرئيسيات) في غينيا الفرنسية. وهناك نجح في تلقيح ثلاث إناث بحيوانات منوية بشرية.. ولكن لم تحمل أي من الإناث الثلاث.


وتذكر بعض المصادر الاخرى بوقوع تجارب تهجين بين القردة والانسان في الصين في الستينيات، وهذه المرة، بعد التلقيح، أصبحت انثى قرد حاملاً، لكن دون أن يكتمل هذا الحمل.


ويُذكر أيضًا أنه جرت محاولة أخرى في الولايات المتحدة في العشرينيات من القرن الماضي. حيث لم تصبح أنثى الشمبانزي حاملاً فحسب، بل أنجبت طفلاً حيًا لكن العلماء لم يحتفظوا به.


وفي سبعينيات القرن الماضي، أثار قرد فائق الذكاء، يدعى "أوليفر"، الكثير من الشائعات. حيث قيل إن هذا الشمبانزي الذي كان يقدم عروضا في السيرك كان نتاج تهجين بين الانسان والقرد. وبسبب سلوكه الغريب ازدادت الشكوك. لكن الاختبارات على الجينوم أظهرت أن "أوليفر" كان لديه نفس عدد الكروموسومات مثل أي قرد آخر.