هل لدينا كلنا نفس الحساسية تجاه الألم؟

سبب الألم المتنقل بالجسم، مستويات الألم، أنواع الألم، فلسفة الألم، الألم معنى، الألم والحزن، التحكم بالألم، مستقبلات الألم


في الواقع لا، فالبعض لا يشعر بالألم، أو يشعر به قليلاً. حيث يعانون هؤلاء الأشخاص من متلازمة عدم الشعور بالألم (بالإنجليزية : Congenital insensitivity to pain). وهومرض نادر يرتبط عمومًا بالطفرات الوراثية التي تجعل مستقبلات الألم ضعيفة أو غير طبيعية.


قد يبدو لبعض الناس أن الأمر بمثابة نعمة عظيمة، لكنها في الواقع مشكلة خطيرة تعرض حياة المرضى للخطر. كيف يعرف المريض ما إذا كان الماء حارًا جدًا؟ كيف يعرف بوجود خطب ما في جسده، التهاب الزائدة الدودية أو التواء في الكاحل، مثلا؟


من الصعب جدا أن يحمي نفسه دون إشارة تحذير. والتحدي : هواكتشاف المرض في أقرب وقت ممكن ، لتعليم الأطفال المعنيين كيفية التعرف على علامات أخرى إنذارية غير الألم.


ما هي المنطقة الأكثر حساسية للألم في الجسم؟



إنها أطراف الأصابع ، تليها راحة اليدين والجبهة وباطن القدمين والكتف. يقول الأخصائيون أن هناك أماكن أخرى معنية أيضًا ، مثل القرنية ، والمناطق التي تكون فيها العظام محمية بشكل جيد عن طريق العضلات أو الدهون (السيقان ، الضلوع ...) والأعضاء التناسلية. على النقيض من ذلك ، فإن الجزء العلوي من القدمين والساق والفخذ هي من بين الأقل حساسية للألم.


لقد قام فريق من الباحثين الأوربيين بإنتاج خريطة للألم في عام 2014. حيث استخدموا محفزات مؤلمة (باستخدام شعاع الليزر الدافئ) ومحفزات اللمس (بواسطة خيط)على إحدى عشرة منطقة في الجسم (الجزء الخلفي من اليد والجبهة والكتف والساعد والفخذ والعجل ...) لدى 26 شخصا في صحة جيدة. وهكدا تمكنوا من قياس حدة الشعورأو الحساسية. والنتيجة: المناطق الأكثر حساسية للألم هي نفسها تقريبا للمس. والمدهش، أن إدراك الألم لا يتوافق مع كثافة مستشعرات الألم : فأطراف الأصابع ، حيث توجد حساسية كبيرة للغاية ، تحتوي فقط على القليل من المستشعرات. ولاتزال آليات الألم لم تكشف بعد كل أسرارها.

هل من الممكن أن يموت المرء من الألم ؟


على ما يبدو لا، لأن الألم الجسدي هو فقط عبارة عن معلومات من مستقبلات الألم التي تنتشر عبر الجسم وتصل إلى الدماغ عبر الجهاز العصبي.


خطر الإغماء

ومع ذلك، من المحتمل أن يسبب الألم الحاد إغماءً. ويحدث ذلك عندما يسيطر (الجهاز العصبي نظير الودي) الذي يبطئ معدل ضربات القلب على (الجهاز العصبي الودي) الذي يتحكم في سرعة ضربات القلب. يؤدي اختلال التوازن هذا إلى الإغماء الذي قد يكون خطيرًا.


النساء أكثر حساسية للألم من الرجال !

أظهرت الدراسات أن النساء أكثر حساسية للألم. حيث وفقًا لبعض الإحصائيات الفرنسية، 28 ٪من النساء أقررن أنهن شعرن بألم حاد يصعب تحمله، مقارنة مع 23.7 ٪ من الرجال.


الصداع النصفي أو الفيبروميالغيا (متلازمة تتميز بألم غير محدد من أصل غير معروف) تؤثر أيضا على النساء أكثر.


في الواقع، قد تلعب الهرمونات الجنسية دورًا في هذا، ويقوم الباحثون بدراسة الآليات التي قد تكون في علاقة مع الألم عند النساء. ولكن هناك أيضًا أسباب ثقافية : فالمحيط الأسري والمجتمع يميلان إلى حث الأولاد على تحمل الألم في صمت ، في حين أن الفتيات أكثر حرية في التعبير عنه. ولكن هذا ليس سببا للاستهانة بآلامهن.