كيف تم اكتشاف مضادات الاكتئاب ؟

ارخص أدوية الاكتئاب، دواء للاكتئاب بدون وصفة، أدوية الاكتئاب إسلام ويب، متى يبدأ مفعول مضادات الاكتئاب، أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد، أدوية الاكتئاب في السعودية، مضادات الاكتئاب الطبيعية، تجارب حبوب الاكتئاب



صدقوا أو لا تصدقوا، أول دواء "مضاد إكتئاب" ظهر نتيجة أبحاث ألمانيا النازية لإطلاق صواريخها V-2 !؟


كل شيء بدأ خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان الألمان يبحثون عن بديل للبنزين والأكسجين السائل، الذي إفتقروا إليه بشدة. حيث قاموا بتطوير جزيئ كميائي جديد، (الهيدرازين). لكن ما علاقته بالصحة العقلية ؟


في البداية، لم تكن هناك أي علاقة. ولكن في نهاية الحرب، بدأت شركات الأدوية في اختبار جميع الجزيئات الكيميائية الموجودة آنذاك، لمعرفة ما إذا كانت ستعالج الأمراض. وهكذا اكتشفوا أن أحد مركبات جزيء "الهيدرازين" كان له آثار إيجابية على مرض السل !


بعد فترة وجيزة، تم إعطاء المركب للمرضى وأنتج هذا الدواء "تأثيرًا جانبيًا" غير متوقع : تأثيرا منشطًا. وقد ذكرت بعض الصحف في ذلك الوقت حالات بعض مرضى السل يرقصون في حدائق المستشفى نتيجة التأثير المنشط.


وعلى الفور، أراد الأطباء النفسيون تجربة هذا الدواء على مرضاهم المكتئبين. وفي ظرف وجيز، تم طرح جزيء آخر له تأثيرات مماثلة في الأسواق (الإيميبرامين).


حتى ذلك الوقت لم تتبث أي دراسة قاطعة فعالية الدواء الجديد في إخراج المرضى من الاكتئاب. والدراسات الإيجابية الوحيدة التي أجريت، كانت على الحيوانات ! لكن هذا كان كافيا لصحيفة نيويورك تايمز، في عام 1959، لوصف هذه الأدوية الجديدة بـ "مضادات الاكتئاب" كما لو أن هذه "المُنشطات" البسيطة يمكنها علاج مرض معقد مثل الاكتئاب !

روث البقر علاج للاكتئاب !


يحوي روث البقر في تكوينه على بقايا نباتية غير مهضومة بعد مرورها بأمعاء الأبقار، ويكون الروث غنياً بالمعادن، ويتراوح لونه من الأخضر إلى الأسود، وهو يغمق عادة بعد التعرض للهواء. استخدم روث البقر منذ فترة طويلة كعلاج لحروق الشمس، والالتواءات أو البواسير. لكن ما يثير اهتمام الباحثين اليوم هو الفطر الذي ينمو بداخله : فطر السيلوسيبين (بالإنجليزية : psilocybin mushroom)، ويسمى أيضًا "الفطر السحري". باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لاحظ فريق من (Psychedelic research group at Imperial College) بلندن نشاط دماغ 19 متطوعًا قبل وبعد تناول مادة السيلوسيبين، وهي مادة ذات تأثير نفسي مشتق من الفطر. أظهرت دراستهم انخفاض تدفق الدم إلى اللوزة الدماغية اليسرى، وهي منطقة بحجم اللوزة في الدماغ تتحكم في المشاعر والخوف، وزيادة الاتصالات العصبية بين مناطق مختلفة من الدماغ.

تأثير السيلوسيبين على الدماغ


وفقًا لروبن إل.كارهارت-هاريس، مدير المجموعة البحثية، فإن السيلوسيبين يجري نوعًا من إعادة التشغيل (reboot) للدماغ، مما يسمح للمريض بالخروج من جحيم الاجترار الدائم والأفكار المظلمة. من بين المتطوعين الـ 19، أظهر جميعهم انخفاضًا في أعراض الاكتئاب بعد أسبوع واحد من العلاج (كانت حقنة 10 ملليغرام تليها 25 ملليغرام بعد أسبوع واحد كافية لإحداث الهلوسة)، وظلت آثارها موجودة بعد خمسة أسابيع بالنسبة لـ 18 منهم. ومع ذلك، لا يزال يتعين إجراء الدراسات مع مجموعات الاختبار لإثبات أن هذه النتائج لا ترجع إلى تأثير الدواء الوهمي.

علاج الاضطرابات النفسية بالصدمات الكهربائية


لا تزال الصدمات الكهربائية، التي تستخدم لعلاج بعض الاضطرابات النفسية، ذات سمعة سيئة للغاية. ومع ذلك فهي لا تزال تستخدم حتى اليوم، ولكن في ظل ظروف مختلفة للغاية. حيث أظهرت نتائج مقنعة للغاية في علاج بعض الأمراض.


بروتوكول صارم


البروتوكول الذي يحكم جلسات العلاج بالصدمة الكهربائية صارم للغاية. يتم إطلاع المريض على سير الجلسة والآثار الجانبية التي قد تسببها الصدمة الكهربائية. حيث يجب أن يعطي موافقته الخطية، والتي يمكن أن ينوب عنه، في بعض الحالات، ممثله القانوني.


تتم العملية تحت تخدير عام. حيث يتم حقن منتج معين للمريض لمنع التشنجات العضلية.


يتلقى الدماغ تيارًا كهربائيًا منخفض الشدة لحوالي عشرين ثانية. فيتفاعل هذا الأخير مع التشنجات الناتجة عن الصدمة، من خلال خلق تشابكات عصبية جديدة وإفراز هرمونات. ردود الفعل هذه لها قوة علاجية كبيرة.


وقد لوحظ أيضًا أن هذه الصدمة الكهربائية تؤدي إلى زيادة حجم مناطق معينة في الدماغ، والتي تساهم بشكل خاص في الذاكرة.


تأثير علاجي قوي


العلاج بالصدمة الكهربائية فعال للغاية في علاج بعض الحالات النفسية. وبالتالي، حيث له القدرة على تحسين حالة المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد في 80 إلى 90٪ من الحالات.


ويتم اللجوء الى هذا العلاج، بشكل خاص، لعلاج الاكتئاب الذي لم تنفع معه مضادات الاكتئاب. ومعدل الاستجابة أعلى من العلاج بالأدوية.


وبالمثل، يبدو أن فعالية العلاج بالصدمة الكهربائية في علاج مرض انفصام الشخصية مثبتة. ويشمل هذا العلاج الحالات التي يرفض فيها المريض تناول الطعام ويصير غير متفاعل.


يمكن أن يسبب العلاج بالصدمة الكهربائية آثارًا جانبية، مثل الارتباك بعد الجلسة مباشرة، أو مشاكل في الذاكرة. لكن، في الغالب، لا تدوم هذه الاضطرابات أكثر من بضعة أشهر.