ما مدى خطورة فيروس كورونا ؟

ما مدى خطورة فيروس كورونا

كما سبق أن اشرت إلى ذلك في مقال سابق، فهذا الفيروس، على ما يبدو، يعد أقل خطورة من الأنفلونزا الموسمية. لأنه لا يقتل إلا الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو صحة هشة. والجميل، أن الأطفال محميون، على ما يبدو، ضد فيروس كورونا. حيث لم تسجل لحد الآن أي وفيات في صفوف الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا. وهذا شيء مدهش مقارنة بفيروسات الشتاء الأخرى، التي تصيب عمومًا الأشخاص الأكبروالأصغر سنا الذين يعانون من ضعف أو عدم نضج جهاز المناعة.


وعليه، فما يهم أكثر هو حالة رئتيك. لأن فيروس كورونا يقتل بشكل رئيسي عن طريق التسبب بالالتهاب الرئوي. والأطفال لديهم رئتان سليمتان وقويتان وهذا ما يفسر عدم اصابتهم بالعدوى. وعلى العكس من ذلك، في منطقة (هوبى) هناك العديد من الأسباب للمعاناة من أضرار في الرئة. أولا، لأن مدينة ووهان شديدة التلوث، حوالي 70 ميكروغرامًا من الجزيئات لكل متر مكعب من الهواء، مقابل 15 إلى 20 في مدن الدول الغربية الأكثر تلوثًا ! وهذا يسبب أضرار لايستهان بها لرئات الصينيين، الذين يموتون في كثير من الأحيان بسبب التهابات الجهاز التنفسي بغظ النظر عن نوع العدوى.


ثانيا، يعد الصينيون من أكثر الشعوب تدخينا للسجائر. فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أكثر من 52٪ من الرجال الصينيين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا يدخنون بانتظام! وربما هذا هو السبب في أن فيروس كورونا يصيب الرجال ويقتلهم أكثر من النساء في الصين!
 

ومن هنا يتبين لنا، أن فيروس كورونا يهاجم الأشخاص الذين يعانون ضعف في الرئة، إما بسبب التلوث أوتدخين السجائر، أو غيرها من الأمراض، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. لذلك، إن كنت غير مدخن، وتتمتع بصحة جيدة، ولا تعيش في منطقة شديدة التلوث مثل (ووهان) في الصين ، فلا داعي للخوف من فيروس كورونا. والدليل على ذلك، ما حدث على متن السفينة السياحية الشهيرة "DiamondPrincess" حيث بلغ عدد الإصابات على هذا القارب، حوالي 700 من أصل 3700 راكب. ولكن المثير للاهتمام، هو أن معدل الوفيات جد منخفض، فقد مات 3 أشخاص، اثنان منهم كانا مصابين بأمراض أخرى. وهذا يشير إلى معدل وفيات منخفض إلى حد ما، مقارنة بمعدل وفيات الإنفلونزا الموسمية. طبعا، علينا أن ننتظر أسبوعين إلى 3 أسابيع أخرى للتأكد من عدم وجود ضحايا جدد، ولكن 3 قتلى من حوالي 700، هو معدل مطمئن، خاصة إذا علمنا أن العديد من الركاب هم من كبار السن، حيث يوجد على السفينة 1000 شخص فوق سن 70، 200 شخص في عمر 80 و10 أشخاص فوق عمر 90 !


ومع ذلك، لا أخفيكم، أن هناك أيضًا بعض الغموض المقلق بشأن هذا الفيروس، والذي لا يمكننا تجاهله. أولاً، لا يمكننا التأكد من أن السلطات الصينية تخبرنا الحقيقة كاملة عن حقيقة تفشي الوباء في بلدهم، علما أنها سبق وكذبت بشأن تاريخ بداية الوباء !


ثم كيف، برأيكم، بين مئات المدن الصينية، ظهرهذا الفيروس الجديد، الذي لم يسبق له مثيل، في المدينة الصينية الوحيدة التي يدرس فيها، خيرة علماء الصين، فيروسات كورونا، على وجه الخصوص تلك الموجودة في الخفافيش؟ إما إنها صدفة عجيبة، أو أن الفيروس قد تسرب فعلا من المختبر الذي تتم دراسته فيه.


في الواقع، الخفافيش الصينية تحتضن أكثر من 400 نوع من فيروس كورونا وعلى عكس ما يُعتقد، فإنها يمكن أن تنتقل إلى البشر البشر دون ضرورة المرور عبر حيوان وسيط ! لقد، إعتقد الباحثون الصينيون، في ووهان، أنهم سيثبثون شطارتهم، إذا قاموا بإحصاء كل هذه الفيروسات الخطرة، متجاهلين الاحتياطات الكبيرة التي يتطلبها هذا العمل !


وقد سبق أن أظهر تقرير تلفزيوني، مخيف، صدر عن النظام الصيني يعود إلى ديسمبر 2019، موظفين في مركز علم الفيروسات الصيني في ووهان، وهم يجمعون فيروسات كورونا من الخفافيش بدون معدات واقية كاملة،  حيث كانت وجوههم  ومعاصمهم مكشوفة، وحتى أن بعضهم لا يرتدون نظارات أو أقنعة ! 


ولتقريب الصورة لكم أكثر، عن الإهمال الكبير في مجال الصحة في هذا البلد، يكفي الإشارة إلى الباحثين الصينيين الذين أدانتهم العدالة بسبب بيعهم، في أسواق الشوارع، للحيوانات التي أجروا عليها التجارب، لمجرد الطمع في الحصول على بعض الأموال الإضافية.


كخلاصة، هناك فرص كبيرة في أن يكون الفيروس ذو منشأ "طبيعي" ولكن الوباء قد يكون حدث بسبب إهمال في المختبر.