لماذا عجز الطب عن علاج العديد من الأمراض ؟

انواع الطب، علاج الاكتئاب والقلق، دعاء الاكتئاب، اعراض الزهايمر المبكر، علاج الزهايمر، ارتفاع الكوليسترول، المضادات الحيوية، اعراض تصلب الشرايين، علاج الحمى في المنزل


في المرة القادمة التي تذهب فيها عند الطبيب (أو الصيدلي)، اسأله هذا السؤال : أخبرني يا دكتور، كيف تخفض مضادات الحمى (الباراسيتامول مثلا)، الحمى وتقلل الألم ؟ كن على يقين أن طبيبك سوف يعطيك هذه الإجابة : الأمر بسيط للغاية : إنها تعمل بفضل تأثيرها المسكن والخافض للحرارة. هل تعتبر هذه إجابة شافية ؟ قطعا لا، فصدقني لا أحد يعرف كيف تعمل هذه المضادات لتخفيض الحرارة وإزالة الألم. وصدقوا أو لا تصدقوا، الأمر ينطبق على معظم الأدوية !


فعلى سبيل المثال ’’الميتفورمين‘‘، دواء السكري الأكثر شهرة. لا أحد يعرف لماذا أو كيف يخفض سكر الدم ! وخيرة الخبراء يتجادلون حول 5 نظريات مختلفة لتفسير ذلك !


وهناك مثال آخر : مرض الزهايمر، أحد أخطر الأمراض في عصرنا. يعتقد بعض الباحثين أن المرض ناجم عن شكل من أشكال الفيروسات. والبعض الآخر يعتقد أنه أحد أشكال مرض السكري (النوع الثالث). فيما البعض الآخر طرح نظريات أكثر تعقيدًا.


ولتدركوا مدى جهلنا حول هذا المرض، فقد عقد العلماء الكثير من الأمل على الأدوية التي تحارب ’’لويحات الأميلويد‘‘ التي تميز هذا المرض..  إلا أنه تبين الآن أن هذه اللويحات تتولد لتحمي الدماغ من زحف مرض الزهايمر !


ويمكن سرد العشرات من هذه الأمثلة.. فحتى ظاهرة بسيطة مثل انهيار الشرايين (تصلب الشرايين) لم يتم بعد فهم آليتها جيدًا. فليس من الواضح، تماما، لماذا تميل الشرايين إلى ’’الانسداد‘‘. ولا تزال هناك العديد من النظريات في صدام (هناك شيء واحد مؤكد : الكوليسترول ليس هو السبب ! ).


في الواقع، لقد أبهرنا التقدم التكنولوجي : الماسح الضوئي، التصوير بالرنين المغناطيسي، العمليات الجراحية، وزرع الأعضاء، والأوراك الاصطناعية، إلخ. إنها تكنولوجيا مدهشة، ومهمة للغاية بالطبع. ولكن عندما يتعلق الأمر بفهم التوازنات الأيضية شديدة التعقيد لجسم الإنسان، فإنه يتبين مدى .عجزنا الكبير


هل تتخيلون ؟ في السنوات الأخيرة فقط، بدأ الطب يدرك القوة الهائلة للميكروبايوم على الصحة العامة، وتأثيرها على أمراض متنوعة مثل الاكتئاب ومرض باركنسون ! في حين كان يُعتقد لسنوات بأن كل البكتيريا هي أعداء ويجب محاربتها.


المشكلة هي أن الطب غالبًا ما يتكبر ويرفض الاعتراف بذلك.. وهذا الكبرياء يمكن أن يتسبب في سلوك متعجرف وحتى غير إنساني.


صحيح، أن المضادات الحيوية نعمة كبيرة ضد الالتهابات الخطيرة، وأن المسكنات توفر راحة لا تقدر بثمن، والتخدير يسمح بإجراء عمليات جراحية تنقد الأرواح.  لكن معظم ’’الأدوية‘‘ الأخرى مساوءها أكبر من نفعها.


ولهذا السبب، فمن الحكمة التوجه إلى الطبيعة أولاً : لمنح الجسم ما يحتاجه لمحاربة المرض بفعالية بمفرده !


لذلك فإن أول علاج هو الغذاء الصحي والنشاط البدني وإدارة الإجهاد والحماية من الملوثات. والعلاج الثاني هو الذي أتاحته لنا الطبيعة (العناصر الغذائية، النباتات، والزيوت الأساسية) - وهي جزيئات فعالة وبدون سمية، كما أتبث ذلك مئات السنين من الاستخدام التقليدي.


أما العقاقير الكيميائية التي تتداخل مع الآليات الطبيعية للجسم، فلا يُلجأ لها إلا بعد تجربة الخطوات السابقة. بالطبع، يمكنها إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ. لكن على المدى الطويل، من المحتمل جدًا أن تؤدي إلى اختلالات خطيرة في آليات الجسم الشديدة التعقيد.