ما أهمية الكوليسترول للدماغ ؟

الكولسترول الطبيعي، أعراض ارتفاع الكولسترول، علاج ارتفاع الكولسترول، الكولسترول النافع، تشريح الدماغ، الجزء المسؤول عن التفكير في الدماغ، وظيفة الدماغ، شكل الدماغ، بحث حول الدماغ، الدماغ البشري



الكوليسترول هو عنصر كميائي مهم لأغشية خلايا الجسم. وخلايا الدماغ، على وجه الخصوص، تحتاج الكوليسترول، لذلك فهي تصنع الكوليسترول الخاص بها.


في الواقع، الخلايا العصبية (خلايا الدماغ الأساسية المسؤولة عن قدراتنا العقلية) تكلف خلايا الدماغ الأخرى، الخلايا النجمية، بتوفير الغذاء لها وتزويدها ببعض العناصر المهمة، بما في ذلك الكوليسترول،لأداء وظيفتها بشكل سليم. تصنع الخلية النجمية الكولسترول الذي تحتاجه الخلية العصبية لتكون قادرة على نقل النبضات العصبية. بمعنى آخر : الخلية النجمية تصنع الكوليسترول بينما الخلايا العصبية تصنع الكهرباء. والخلايا النجمية تصنع كل الكوليسترول الذي يحتاجه الدماغ. لذلك لا يحصل الدماغ على الكوليسترول من الدم.


إن الكوليسترول أساسي في الدماغ لأنه (بالاضافة الى أشياء أخرى) يحمي الكابلات (الوصلات العصبية) التي تسمح للخلايا العصبية بالتواصل مع بعضها البعض.


وقد ربطت دراسات مختلفة في العقود الأخيرة بين انخفاض الكوليسترول وأمراض دماغية معينة (الاكتئاب، ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، ومرض هنتنغتون، وما إلى ذلك..).


فعلى سبيل المثال، في حالة الاكتئاب، يتسبب نقص الكوليسترول في ضعف مستقبلات السيروتونين (5HT-1A). وانخفاض هذا الناقل العصبي في الدماغ يعزز تغيرات المزاج و زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب.


في أي عمر تتراجع قدرات الدماغ ؟

كثيرًا ما نسمع أن الدماغ يصبح أقل كفاءة بسرعة مع تقدم في العمر. ومع ذلك، فهذه الفكرة الشائعة ليس لها أساس علمي.


قدرات عقلية تستمر مع تقدم العمر

أراد مؤلفو دراسة كبيرة جدًا، شملت أكثر من مليون شخص، تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 80 عامًا، معرفة ما إذا كانت قدرات الدماغ تميل إلى التباطؤ بمرور الوقت.في الواقع، عند البعض، تصل قدرات الدماغ إلى مرحلة الأداء الأمثل عند سن 25، قبل أن تتراجع بعد ذلك.


طُلب من هؤلاء المشاركين فرز عدة كلمات. بعد ذلك نظر الباحثون في سرعة ودقة أجوبة المشاركين. ووجدوا أن جودة معالجة المعلومات لم تتراجع مع تقدم العمر، على الأقل حتى سن الستين تقريبًا.


ومع ذلك، فقد لاحظوا أن المشاركين الشباب، الذين هم في العشرينات من العمر، كانوا أسرع في الإجابة. لكن إجابتهم رغم كونها أسرع، كانت أقل دقة من تلك التي قدمها المشاركون الأكبر سنًا.


تدهور نسبي

غالبًا ما يُعزى التدهور المعرفي (Cognitive decline) إلى موت الخلايا العصبية، والذي يبدأ في نهاية فترة المراهقة. ومن المعلوم إلى أي مدى تلعب خلايا الدماغ هذه دورًا أساسيًا في نقل المعلومات أو اكتساب اللغة أو تطوير الذاكرة.


ومع ذلك، بالنسبة لبعض العلماء، فإن فقدان الخلايا العصبية لا يبدأ حقًا إلا بعد الخمسينيات. ولن يكون كبيرا كما يعتقد أحيانًا؛ في الواقع، بعد الخمسينيات يفقد الدماغ تدريجيًا ما بين 10 و 15٪ من الخلايا العصبية، 25٪ على الأكثر.


هذه الخسارة لا يمكن اعتبارها كارثة. في الواقع، أظهرت التجارب أن الفئران التي تملك عدد أكبر من الخلايا العصبية من نظيرتها أظهرت بطئاً معينًا في التعلم.


التدهور المعرفي أكثر ارتباطًا بتراجع نقاط الاشتباك العصبي، التي تربط الخلايا العصبية ببعضها البعض، أكثر منه ارتباطا بموت الخلايا العصبية. من بين الأسباب التي يمكن أن تعزز فقدان الخلايا العصبية استهلاك الكحول والتبغ أو توقف التنفس أثناء النوم أو إصابات في الرأس.


أخيرًا، يظل تطوير خلايا عصبية جديدة، من الخلايا الجذعية الموجودة في مناطق معينة من الدماغ، ممكنًا.


في أي عمر تتوقف خلايا الدماغ عن التجدد ؟

خلافًا للاعتقاد الشائع، لا يفقد الدماغ خلاياه العصبية بشكل كبير مع التقدم ​​في العمر. بل العكس من ذلك، يمكنه تجديد الخلايا التالفة، حتى لو كانت بكميات محدودة. هذه الآلية الخلوية، التي تجدد الخلايا العصبية لدى البالغين، تكون مصحوبة بالقدرة على إعادة تنظيم، وفك وإعادة إنشاء شبكات من الروابط العصبية وفقًا للتجارب، والمحفزات الخارجية والعواطف التي يمر منها الشخص : هذه القدرة، التي تسمى اللدونة (plasticity)، تجعل الدماغ عضوًا في مرونة دائمة.

 

يتعلم الدماغ بشكل أفضل أثناء الطفولة
تبلغ هذه اللدونة ذروتها في مرحلة الطفولة، مما يسهل التعلم، لكنها لا تختفي مع التقدم في العمر، بل على العكس يمكن دعمها بنمط حياة غني ونشط فكريا واجتماعيا. إنها تسمح أحيانًا للدماغ بإصلاح نفسه : في حالة الإصابة، حيث يمكن إنشاء تشلبكات عصبية جديدة للتعويض عن الخلايا العصبية التالفة. وهذا ما يحدث، على سبيل المثال، عند متابعة إعادة تأهيل القدرة على النطق بعد الاصابة بالجلطة الدماغية.