في يومنا هذا لاننفك نسمع عن الكثير من برامج التنمية الذاتية، ونصائح الإحسان الى الأخرين وقبول الذات والثقة في النفس، إلا أن الأمور لم تكن دائمًا هكذا على مر التاريخ، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الواقع، في أوائل عام 1867، تم سن قوانين في عدة مدن أمريكية، بدايةً في سان فرانسيسكو، ثم في مدن مختلفة في الغرب والغرب الأوسط وشرق الولايات المتحدة الأمريكية، تحظر الأشخاص ’’ البشعين والمشوهين والمعاقين‘‘ من الظهور في الأماكن العامة.
وهذه القوانين، التي أُطلِق عليها، دون أي تحفظ، اسم ’’قوانين البشعين‘‘، كانت تهدف إلى ’’الحفاظ على جودة حياة المواطنين‘‘ من خلال تجنيبهم مشاهدة مناظر قبيحة.
قوانين لمحاربة التسول
إلى جانب محاربتها ’’ للبشعين‘‘، كانت هذه القوانين، في الواقع، تصبوا ’’ لتخليص الشوارع من المتسولين ومن البؤساء‘‘. وشكلت هذه القوانين طريقة غير تقليدية للحفاظ على النظام في الأماكن العامة.
وهكذا، في حالة العصيان للنظام المدني، يمكن
تغريم الشخص المتمرد ما بين دولار واحد و50 دولارًا.. أو حتى الحكم عليه
بالسجن.
وفي نهاية المطاف، بعد الحرب العالمية الأولى وتوافد ما أطلق عليهم بـ ’’ الأفواه المهشّمة ‘‘ (الجنود الذين أصيبوا اصابات بالغة تشوّهت على اثرها أجسامهم)، اضطر الناس إلى التغيير من عقلياتهم وأصبح موقف المجتمع المدني تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة والتشوهات أكثر تسامحًا.
لكن مع ذلك، وجب انتظار بضعة عقود، قبل أن تصوت مجالس البلديات في المدن المعنية لإلغاء هذه القوانين الوحشية والمخزية.
وهكذا، لم يتم إلغاء ’’ قوانين
البشعين ‘‘ رسميًا إلا في عام 1974، ليتم بذلك وضع حد لمحنة طويلة
للعديد من المواطنين الأمريكيين.