من غير المعقول تناول المعادن في شكلها المادي الصلب. أولا لأن الفكين أو الأضراس غير قادرة على تفتيت الحديد في شكله الصلب. والمشكلة الثانية : أن الجسم غير قادرعلى امتصاصه في الأمعاء ثم إعادة توزيعه في الجسم. والسبب أن جسم الإنسان لايملك إنزيمات (مواد تفكك جزيئات الطعام) قادرة على تفكيك العناصر المعدنية في طبيعتها الصلبة.
ومع ذلك، هذا لا يعني أننا لا ’’نأكل‘‘ المعادن. نحن فقط لا نأكلها في شكلها الصلب المعدني. فالمعادن مثل الحديد والنحاس والزنك ... هي أيضًا جزء من فئة العناصر الغذائية الدقيقة، والتي توجد بكميات صغيرة في طعامنا. وهي ضرورية ليقوم الجسم بعمله بشكل سليم، حتى لو كانت الاحتياجات منها ضئيلة للغاية. فمثلا، يتجلى نقص الحديد في الاصابة بالتعب وشحوب البشرة.
في الواقع، جسم الإنسان البالغ
يحوي على حوالي 4 غرامات من الحديد، أي ما يعادل قطعة معدنية صغيرة. يتم توزيع هذا
الحديد في جميع أنحاء الجسم، بكميات أكثر على مستوى الكبد (1 غرام) وفي الدم (2 غرام في
خلايا الدم الحمراء). كل يوم، يفقد الجسم جزء صغير من هذا الحديد (1-2 ملغ). لذلك، يجب استبدال هذه الكمية المفقودة، كل يوم، للحفاظ على مخزون الحديد ثابثا في الجسم. ولهذا السبب نحتاج حوالي 10 إلى 20 ملغرام من الحديد يوميًا.
في أي شكل نتناول الحديد ؟
ليس في شكله المعدني الصلب،
ولكن في شكل خفي (مرتبط بالجزيئات البيولوجية في طعامنا)، قابل للذوبان في
الماء. وذوبانه هو خطوة أساسية في امتصاصه، لأن جسم الإنسان يتكون من
65٪ من الماء.
هناك مصدران رئيسيان للحديد في الطعام الذي نأكله : اللحوم وبعض الخضار مثل السبانخ. ويتم امتصاص الحديد بطريقتين مختلفتين
اعتمادًا على مصدره. الحديد الذي يكون من مصادر نباتية يكون امتصاصه غير جيد في الجسم. ولهذا السبب ينصح الأشخاص المصابون بفقر الدم، أي نقص الحديد، بتناول
الكثير من اللحوم الحمراء وليس بالضرورة السبانخ.
أخيراً، يمكننا القول إننا لا نأكل المعادن بشكلها المادي الصلب، ولكن على شكل عناصرغذائية دقيقة موجودة في الأطعمة يستطيع الجسم هضمها.