إنه خبر قد يخيب حماسة العديد من المراقبين.. حيث إن شركة صناعة مكونات الكمبيوتر الشهيرة (Intel) تعتقد أنه إذا كان (الميتافيرس) يمثل مستقبل الإنترنت، فإن قوة الحوسبة المتاحة حاليًا لتشغيله لن تكون في النهاية في مستوى هذه المهمة.. والأسوأ من ذلك، وفقًا لعملاق صناعة الحوسبة، أنه سيتعين أضعاف قوة الحوسبة الحالية بمقدار 1000 مرة حتى تتمكن (الميتافيرس) إلى الخروج للوجود كما نتخيلها.
وقد استغرق الأمر عدة أشهر لشركة (إنتل) لإصدار أول بيان عام لها على (الميتافيرس)، كما تعلمون، هذا العالم المحاكي للواقع، ولكنه رقمي بالكامل، والذي يمكن الوصول إليه من خلال استخدام خوذة الواقع الافتراضي. في الواقع، تعتقد ثاني أكبر شركة مصنعة لمكونات الكومبيوتر في العالم أن المستقبل كما وصفه مدير الشبكة الاجتماعية الشهيرة (فايسبوك) سيتطلب قوة حاسوبية لا حصر لها. كما صرح بذلك (رجا كودوري) نائب رئيس شركة (إنتل) بنفسه قائلا : ’’ عندما تضع في اعتبارك ما تحتاجه لوضع شخصين في بيئة افتراضية بالكامل [...] ستدرك بسرعة أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والتخزين والشبكات الحالية ببساطة ليست كافية‘‘.
ووفقا له، سيكون من الضروري زيادة قدرة الحوسبة ومعالجة أجهزة الكمبيوتر الحالية بمقدار 1000مرة. في الواقع، لإعداد مثل هذا العالم الإفتراضي الغامر، لا يكفي نشر الـ (NFT ) على (blockchain) أو تقديم خوذة عالية الأداء للواقع الافتراضي أو الواقع المعزز.. من الضروري قبل كل شيء أن تكون الخوادم الحاسوبية وأجهزة الكمبيوتر التي تقوم بتشغيل العوالم الرقمية.. قوية بما يكفي لتشغيل عالم (الميتافيرس).
إذن كيف ننجح في مضاعفة القوة الحاسوبية بمقدار 1000 مرة دون مضاعفة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البيئة ؟
في الواقع، يعد التلوث أيضًا مشكلة يجب أخذها في عين الاعتبار. حسنًا، الإجابة عن هذا السؤال ستحبطكم بلاشك، لأنه لا أحد لديه الجواب حتى الآن. علاوة على ذلك، تقدر (إنتل) أن قوة الحوسبة يجب أن تزيد 10 مرات فقط في السنوات الخمس المقبلة، والتي ستظل غير كافية لدعم (الميتافيرس) بالكامل. ومع ذلك، هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن الشركة الأمريكية تشارك رؤية ملايين المراقبين وقادة التكنولوجيا بأن (الميتافيرس) يمثل مستقبل الإنترنت. في الحقيقة، سيكون من الأصح التحدث عن (الميتافيرس) بصيغة الجمع، لأنه حتى الآن، أعلنت العديد من الشركات عن رغبتها في إنشاء مساحة افتراضية خاصة بها، ولكن لم يعرب أي منها حتى الآن عن فكرة وضع كل هذه العوالم في كيان واحد.
خطوة كبيرة من أجل تسريع الميتافيرس ؟
في السباق نحو عالم الميتافرس، يبدو أن مجموعة (Meta)، المعروفة سابقًا باسم (فايسبوك)، قد خطت بالفعل خطوة كبيرة على منافسيها. حيث أعلنت الشركة التي يرأسها (مارك زوكربيرج) للتو عن بناء حاسوب عملاق ثوري.. فما الغرض منه وهل هو ثوري حقًا ؟
الحاسوب الضخم الذي أُطلق عليه (AI Research SuperCluster)، يتمتع بقوة حوسبة تبلغ (5 exaflops) وسعة تخزين تبلغ 231 (بيتابايت). إنه وحش حقيقي وهدفه تدريب الذكاء الاصطناعي المستقبلي لمجموعة (ميتا). بالتفصيل أعلنت (Meta) عن تزويد هذا الحاسوب العملاق بـ 6080 نواة حوسبة(GPU)، وستضيف له 10000 نواة أخرى، ليصل العدد إلى 16 ألف نواة حوسبة بحلول الصيف المقبل، مما سيجعله، كما جاء على لسانهم : ’’ أسرع حاسوب فائق الذكاء الاصطناعي في العالم‘‘. لقد أعلنت (Meta) أنها تود جعل حاسوبها أقوى من (Fugaku)، الذي يعتبر أقوى حاسوب عملاق حاليًّا في العالم بقوة حوسبية قصوى تصل الى (1 exaflops).
إذن، ما هي الإمكانيات التي يوفرها مثل هذا الحاسوب ؟ وفقًا لـ (Meta)، سيسمح حاسوبها العملاق باستخدام كميات فلكية من البيانات لتدريب ذكائها الاصطناعي بشكل أسرع وأكثر دقة. ووفقًا للمجموعة أيضًا، ستكون خوارزمية التعلم الآلي قادرة على هضم مجموعات البيانات من قبيل الإكسابايت (exabyte)، والتي تمثل ما يقرب من 36000 سنة من الفيديو عالي الدقة. كتطبيق ملموس، تتحدث (Meta ) عن الترجمات الصوتية في الوقت الفعلي أو إمكانيات ممارسة ألعاب الشبكة في الواقع المعزز. وفيما يتعلق بالميتافيرس، يجب أن تساعد القدرات الحاسوبية لهذا الحاسوب شركة (Meta) في إنشاء، كما جاء على لسانهم : ’’ التقنيات الأساسية التي ستجعل الواقع المعزز يعمل‘‘.