في المدارس تعلمنا أن الإنسان له خمس حواس : الشم واللمس والسمع والبصر والذوق. لكن بعض الدراسات تشير إلى أنه يمكن أن تكون لديه حاسة سادسة، مما يسمح له باستعمالها بمثابة بوصلة.
المجال المغناطيسي والحيوانات
يتشكل المجال المغناطيسي للأرض بسبب حركات معينة في اللب الخارجي للأرض، والذي يتكون من معادن في حالة سائلة. إنه يشكل نوعًا من الدرع الذي يحمينا من الأشعة الكونية والرياح الشمسية.
ولكن بفضل هذا المجال المغناطيسي أيضًا، تستطيع الحيوانات إيجاد وجهتها. في الواقع، إنه يمثل، للعديد من الأنواع الحيوانية، بوصلة حقيقية.
وهكذا، باتباع المجال المغناطيسي للقطب الشمالي تجد الطيور المهاجرة طريقها. وغالبًا ما يُنظر إلى هذا الاستقبال المغناطيسي (magnetoreception)،
كما يطلق عليه، على أنه أحدى الميزات التي وُهبتها الحيوانات.
حاسة كان يملكها البشر لكنها اختفت ؟
أراد فريق من الباحثين الأمريكيين التحقق بطريقة ملموسة من الوجود المحتمل لهذه (الحاسة السادسة) عند البشر. لهذا، قاموا بتجربة ضمت مجموعة من 34 مشاركًا من أصول مختلفة تتراوح أعمارهم بين 18 و 68 عامًا.
حيث تجمع المتطوعون في غرفة وطُلب منهم إغلاق
أعينهم. وأعدوا تقنية معينة لدراسة نشاطهم الدماغي. ثم عن طريق لفيفات كهرومغناطيسية، التي غيروا تياراتها الكهربائية، قام الباحثون بخلق تغيير في المجال
المغناطيسي.
بعض المتطوعين لم يشعروا بأي شيء. ولكن، آخرون قد شعروا بهذا التغيير. في الواقع، أظهرت تغيرات موجات ألفا التي
أنتجتها أدمغتهم، وفقًا للباحثين، أن هؤلاء الأشخاص كانت لديهم حساسية للتغيير الذي أحدته العلماء في المجال المغناطيسي.
قد يكون الشعور بالمجال المغناطيسي هذا أيضًا
بسبب وجود خلايا معينة في الدماغ. على أي حال، هذه (الحاسة السادسة) لا توجد إلا عند بعض الأشخاص.
مما قد يعني أنه في مرحلة ما من التاريخ، كان
كل البشر يملكون هذه الحاسة. حيث شكلت هذه الأخيرة للإنسان ما قبل التاريخ، طريقة وحيدة للعثور على وجهته، وبالتالي البقاء على قيد
الحياة.
وبمرور الوقت، لم يعد الإنسان المعاصر بحاجة
إلى هذه الحاسة فاختفت هذه الحساسية للمجال المغناطيسي، على الأقل لدى العديد من الناس.