لماذا لاتسقط الطيور عندما تنام فوق الأغصان أو الأسلاك ؟

 

العصافير وانواعها، ماذا تأكل العصافير، اسعار العصافير، انواع اكل العصافير، أكل العصافير من البيت، العصافير الاسترالي متى تبيض، أسعار العصافير الزينة، اسعار العصافير البادجي، اسعار العصافير في السعودية، اسعار العصافير الروز، اسعار العصافير الكوكتيل، أسعار العصافير الكناري، اسعار العصافير الفيشر

خلافا لما يعتقده الكثيرون، معظم العصافير أو الطيور لا تنام في أعشاشها. فهذه الأعشاش الدافئة والمريحة تستخدمها العصافير، فقط، لوضع البيض وحضانته ثم حماية الصغار عند خروجها من البيض. وفي أغلب الأحيان، تنام هذه الطيور على أغصان الأشجار أو على الأسلاك.


الطيور هي أبطال النوم بامتياز. حيث لدى بعض الطيور المهاجرة القدرة على النوم أثناء الطيران، مثل طيور السمامة أو الفرقاطات (Fregata)، القادرة على الطيران لأسابيع، بل لأشهر دون توقف، لعبور المحيطات. وتنام أخرى عن طريق تشبث أقدامها بقوة بغصن أو سلك ما.

وأظهرت الدراسات أن الطيور قادرة على جعل جانب من دماغها ينام بينما يظل الجانب الآخر مستيقظًا. يمكنها اختيار أي جزء من دماغها يمكنه الدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة (اختصارًا REM)، حتى تتمكن من الاستيقاظ بسهولة أكبر في أي وقت. لأنها، في البرية، تكون فريسة للحيوانات المفترسة والعديد من المخاطر.


تشبث لا يحتاج الى أي جهد !

ويبدو أن الطيور، وفقًا للباحثين الذين نشروا دراسة جديدة في مجلة (Royal Society)، تمتلك أيضًا قوة خاصة تسمى "التضاغط" (Tensegrity) تسمح لها بالحفاظ على التوازن أثناء النوم. وأوضحوا أن الطيور تتمكن من البقاء مستقرة لأن أرجلها تنحني تحت ريشها، وأن هذا الوضع يتيح لها توزيعًا مثاليًا للقوى في هيكلها العظمي، ولا سيما بفضل أوتارها ! إن التوتر الناتج عن نظام الأوتار الخاص بها، والذي أعاد العلماء تجسيده باستخدام الكابلات أثناء تجربتهم، يسمح لنظام الطائر بالاستقرار تحت تأثير الجاذبية.


في الواقع، أثناء النوم يحدث استرخاء تام للعضلات، ما يعني أن هذه العصافير يجب أن تقع على الأرض بمجرد أن تغفوا. لكن هذا الأمر لايحدث ! فالطيور تبقى ثابتة وتنام دون بذل أي جهد. فما السر في ذلك ياترى ؟


النظام الوتري

السر يكمن في الأوتار القابلة للثني. حيث تبدأ هذه الأخيرة من فخذي العصفور وتمتد إلى الساقين. وهي بمثابة ’’حزام السلامة‘‘ عند الطائر. ويتم تنشيط أو تحريض هذه الأوتار تلقائيًا بمجرد أن تحط أرجل الطائر على غصن أو ما شابه. أي أن هذا النظام الوتري ليس اراديا، يتحكم فيه الطائر وقت ما يحلو له ذلك. بل هو نظام لاإرادي، حيث لا يبذل الطائر أي جهد للبقاء متشبتا بالغصن. وبمجرد أن تستشعر مستشعرات الساق وجود دعامة (غصن، سلك، أو ماشابه..) للتشبت بها، يتم تلقائيا تنشيط الأوتار التي ثنتني وتتمسك بالدعامة. كما أنها تدفع بالمخالب الى التشبت، في وضعية الغلق، بقوة عالية جدًا.


وللتحرر من وضعية التشبت، يقوم الطائر، بشكل ارادي، بمد أرجله، مما يدفع بالأوتار الى الاسترخاء وبالتالي التحرر والتحليق عاليا.


فالطائر إذن لا يحتاج إلى أي مجهود عضلي، ولا إلى أي إنفاق للطاقة للحفاظ على توازنه ! بخلاف البشر، الذين يحتاجون إلى استخدام عضلاتهم للوقوف. يمكن أن تكون هذه الاكتشافات مفيدة، ليس فقط لفهم هذه الطيور بشكل أفضل، ولكن أيضًا لإعادة إنتاج قدرتها المذهلة في مجال الروبوتات، على سبيل المثال. وهذا ما نسميه المحاكاة الحيوية، الهندسة المستوحاة من الحياة.