(كوشيم) : قد لا يعني
هذا الاسم شيئًا لك ... لكن من الآن فصاعدًا، ستعلم أنه ربما
يكون أقدم اسم مكتوب تم العثور عليه !
الإنسان قبل اختراع الكتابة
قبل 30000 عام، لم تكن الكتابة موجودة بعد،
وكانت الحروف الرسومية البشرية الوحيدة التي وصلتنا من هذه الحقبة البعيدة هي
الرسومات الجدارية وآثار الأيدي التي تزين جدران كهوف ما قبل التاريخ.
استمرت هذه الطريقة في (الكتابة) لعدة قرون، حتى تشلت الأقطاب الزراعية الأولى؛ في البداية في المنطقة الجغرافية لـ "الهلال
الخصيب"، ومن أبرز مناطقها بلاد ما بين النهرين.
استوطن السومريون أقصى الجنوب من هذه
المنطقة، وكانوا على وجه التحديد أول من ابتكر نظام الكتابة؛ الذي، في نفس الوقت، أدخل الجنس البشري إلى عصر التاريخ (في الألفية الثالثة قبل الميلاد).
في هذه المنطقة، العراق حاليا، تم العثور على لوح غريب. عمره 5000 عام، محفورة فيه نقاط وخطافات وأنماط صغيرة (يمكن تشبيهها بأحرف أبجدية).
عندما تم فك شفرته، وجد علماء الأثار أنه نوع من "إيصال نقدي" يوثق تسليم عدة شحنات من الشعير.
لكن الكلمة الأخيرة في الرسالة هي التي تهمنا : (29.08 وزن الشعير 37 شهرًا. التوقيع كوشيم).
وفقًا للصحفي العلمي (روبرت كرولويتش)، من
المحتمل ألا تكون هذا الشخص امرأة (لأنه مع الأسف، نادرًا ما يتم
ذكر المرأة في الوثائق التاريخية من هذا النوع).
عن طريق الحذف، استنتج المحقق أخيرًا أنه ربما
كان هذا الشخص ... محاسبًا !
ليس ملكًا و لا محاربًا ولا جنرالا منتصرا ولا حتى شاعرًا، وهكذا فإن أقدم إنسان تم الاشارة الى اسمه في التاريخ هو بالتالي نوع من (موظف حكومي).
قد يبدو هذا الأمر غريبا. ولكن وفقًا لمعظم المؤرخين، فالكتابة على وجه التحديد نشأت في إطار نفعي. حتى أن الغرض الأساسي منها كان هو السماح للمزارعين بتوثيق التبادلات فيما بينهم.
لذلك فإن (كوشيم) هي ذكرى بعيدة من هذه الحقبة التاريخية التي تصور لنا ما كانت عليه الحياة الإقتصادية في ذلك الوقت.