وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2000، يعاني ما يقرب من 23 ٪ من سكان العالم من قصر النظر (myopia). لكن هذه النسبة قد تزيد بالضعف بحلول عام 2050، والتي قد تكون أسبابها مرتبطة جزئيًا بنمط الحياة. ولكن، بالمناسبة، كيف يصاب المرء بقصر نظر ؟
العين "الممدودة"
العين عضو معقد للغاية، حيث يجد الضوء طريقه من خلالها تدريجيًا. في الواقع، يمر الضوء أولاً عبر الجزء الأمامي المحدب من العين، القرنية، التي تنقله إلى العدسة، حيث يتم تنسيق الصورة.
لكن، في الواقع، تتكون هذه الصورة في شبكية العين، الجزء الأعمق، الذي ينقل إشارة الضوء إلى العصب البصري ومن هناك إلى الدماغ.
في حالة الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر (myopia)، لا تتم هذه العملية في شبكية العين. في الواقع، تكون عيونهم (ممدودة) قليلاً بحيث لا تتشكل الصورة في شبكية العين بالضبط، بل أمامها.
يتلقى الدماغ بعد ذلك إشارة يترجمها على أنها صورة غير واضحة.
أسباب مختلفة
قصر النظر، الذي قد يصيب في غضون بضعة عقود نصف سكان العالم، مازال يؤثر على عدد كبير من الناس في مناطق معينة من العالم، مثل دول آسيا.
اضطراب الرؤية هذا له أسباب مختلفة. ويبدو أن العامل الوراثي يلعب دورًا أساسيًا في هذا الإضطراب. وهكذا، فإن الطفل الذي يعاني والديه من قصر النظر (myopia) تكون لديه احتمال بستة أضعاف أن يصاب به أيضا.
علاوة على ذلك، فإن أسلوب أو نمط الحياة مسؤول جزئياً بلا شك عن الاصابات الكثيرة بقصر النظر بين الأجيال الحالية. في الواقع، يؤثر الاستخدام المطول للشاشات بكل أنواعها بشكل رئيسي على الرؤية القريبة.
وهذا أيضًا ما يفسر انتشار قصر النظر (myopia) بين الطلاب الذين يقضون جزءًا كبيرًا من وقتهم في القراءة. والسبب الأخير لقصر النظر والذي لا بقل أهمية عن الأسباب الأخرى : وهو التعرض غير الكافي للضوء الطبيعي.
في الواقع، يحفز الضوء الطبيعي إطلاق ناقل عصبي والذي، من بين تأثيرات أخرى، يمنع النمو المفرط للعين. وبالتالي تجنب ’’تمدد‘‘ العين كما يحدث في اضطراب قصر النظر.