هل كان حقًا راسبوتين رجلا خارقاً كما يُشاع ؟

 

راسبوتين، المعروف بلقب "رجل الدين المثير للجدل"، كان شخصية بارزة في روسيا في أوائل القرن العشرين. وُلِد في عام 1869، وبرز ككاهن روسي لديه قدرات روحية يُعتقد أنها شفائية. عُرف راسبوتين بعلاقته الوثيقة بالعائلة الإمبراطورية الروسية، خاصة مع الإمبراطورة ألكسندرا، حيث ساعد ابنها أليكسي، المصاب بمرض الهيموفيليا. ومع ذلك، أدت تأثيراته السياسية والدينية إلى استياء واسع، مما ساهم في تدهور نظام الحكم. قُتل راسبوتين عام 1916 في مؤامرة من النبلاء، مما جعله رمزًا للفساد والمشاكل التي كانت تعاني منها روسيا في تلك الفترة.

إنها أسطورة خرافية استمرت لأكثر من مائة عام ... في ديسمبر 1916، في المدينة الروسية (سانت بطرسبرغ)، نظم الأمير (يوسوبوف)، ابن شقيق (نيكولاس الثاني)، وآخرون من المتواطئين معه، كمينًا لتصفية راسبوتين (Rasputin)، مستشار القيصر. لإنهم كانوا يعتبرون هذا الرجل خطيرًا على روسيا.


للتخلص منه، دعوه إلى منزل ريفي ودسّوا له في شراب الفودكا الزرنيخ. ولكن لدهشتهم، ابتلع (غريغوري راسبوتين) الجرعة القاتلة دون أدنى ألم، وحتى أنه كان مبتسما عندما كان يشرب الشراب المسموم. فهل حقًا كان راسبوتين (Rasputin) يتمتع بقوى خارقة، كما يدعي البعض ؟ قرر المتآمرون إنهاء الأمر بإطلاق النار عليه ... لكن راسبوتين (Rasputin)، مثل الزومبي، نهض وغادر المنزل، بعد أن خرموا جسده بالرصاص. في النهاية، لحقوا به و قاموا بإغراقه في النهر...


حقيقة زائفة

هذه القصة الأسطورية رواها (يوسوبوف) نفسه، بعد وقت قصير من تنظيم مقتل (راسبوتين). ولعقود من الزمن، صدّق الناس أن هذا ما حدث بالفعل. لكن في الواقع، لم يتم تسميم (غريغوري راسبوتين) أبدًا بل قُتل على يد يوسوبوف وشركائه برصاصة في رأسه. كل باقي القصة اختلقها (يوسوبوف)، لإعطاء جريمته البائسة بُعدًا أسطوريا، و ليصبح بطلاً في أعين الناس ...


هل كان راسبوتين فحلًا كما أُشيع عنه ؟

فاسق وشهواني، له القدرة على التنويم المغناطسي، مُعالج ... والعديد من الأمور الأخرى التي عُرفت عن راسبوتين، مستشار القيصر نيكولاس الثاني، والتي بعضها له أسس قوية إلى حد ما. وإحدى الأمور الأكثر غرابة والأكثر إثارة للدهشة يتعلق بحجم عضوه الذكري. لقد كان، كما قالوا عنه، ضخما، وهو ما أثار، حسب الشائعات، عاطفة النساء وغيرة الرجال.


من أين أتت هذه الإشاعة ؟

من الصعب تحديد كيف ولدت هذه الأسطورة، لكن لم يتم إنكارها أبدًا. والأغرب من ذلك : قيل أن قضيب (راسبوتين) قُطع أثناء اغتياله في عام 1916 واستعادته خادمة له في ظروف غامضة في عام 1967. وهذا ما سمح، اليوم، للمتحف الجنسي في (سانت بطرسبرغ) بعرض العضو الذكري المزعوم لراسبوتين (بحجم مذهل حقًا، 32 سنتمتر) في إناء من مادة الفورمالين، للزوار المنبهرين. للأسف، تبين أن هذه الأسطورة لا أساس لها من الصحة. فبعد وفاة راسبوتين، قالت خادمته (أكيلينا) إنه تعرض للتعذيب ومُزّق عضوه الذكري من قبل قاتليه. لذلك من المحتمل أن يكون القضيب في متحف (سانت بطرسبرغ) مزيفًا.