يلتزم النحال أو مربي النحل بزيارة خلايا النحل من حين لآخر لاستخراج الأمشاط المحتوية على العسل (ألواح الخلايا) والإطمئنان على صحة النحل.
لكن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تكون خطيرة. فالشعور بالتهديد من تدخل النحال في الخلية، سيدفع بالحشرات للدفاع عن نفسها، وحماية خليتها، عن طريق لدغ الكائن المهاجم.
ولتجنب هذه اللسعات، يقوم النحال بنفت الدخان على الخلية، باستخدام أداة معينة، وهي المِدخن. ينسى النحل تدخل مربي النحل معتقدًا أن الخطر الرئيسي الذي يهدد الخلية هو نشوب حريق.
فيبدأ بأكل العسل، الذي يجلب له الطاقة، ويتجمع حول الملكة، في انتظار إخلاء محتمل للخلية.
يحد التدخين أو الدخان من عدوانية النحل بشكل أفضل لأنه يشوش الرسائل الكيميائية التي اعتاد إرسالها لبعضه البعض. ثم يفقد ما يشكل معظم قوته، وهو قدرته على تنظيم نفسه، لمواجهة هجوم معًا.
تدخين غير ضار وفعال
مهما كانت فعاليته، يجب ألا يعرض هذا التدخين أو الدخان حياة النحل للخطر. لذلك يجب ألا يحتوي الدخان المنبعث من المدخن على عناصر سامة للحشرات.
لهذا السبب يتم الحصول على هذا الدخان عن طريق حرق النباتات في المدخن. يمكن أن تكون بقايا من الخشب أو الزهور المجففة أو إبر الصنوبر أو أوراق التبغ. ولكن يمكن أيضًا حرق القماش، أو الخرق القديمة على سبيل المثال.
حتى أن هناك منتجات محددة مصممة لضمان الاحتراق. وهي عبارة عن حبيبات صغيرة من الخزامى، والتي يمكن العثور عليها بسهولة في الأسواق.
يسمح استخدام مثل هذه الأنواع من الوقود، من حيث المبدأ، بإطلاق دخان بارد لا يشكل خطرًا على الحشرات. ومن الضروري تجنب نفت الدخان الساخن، والذي يعتبر سامًا بالنسبة للنحل.
الدخان الذي يستخدمه مربي النحل، بالاضافة الى آمانه على النحل، يكون مضغوطًا تمامًا، مما يزيد من تشتيت تركيز هذه الحشرات.
محميًا بهذا الدخان، يمكن لمربي النحل متابعة أنشطته على الخلية بهدوء. وعندما يتبدد الدخان، يمكن للنحل أن يستأنف نشاطه دون أدنى مشكلة.
عملية التدخين
يستخدم مربي النحل الدخان عند كل عملية للولوج إلى داخل الخلية. ويتم فتح الخلية فقط عندما يكون الطقس جميلا حيث يكون معظم النحل في الخارج ما يسهل العمل على النّحال. أثناء عملية التدخين يتم استخدام مداخن باختلاف أنواعها والتي تعمل جميعها بنفس المبدأ. ينتج الدخان من احتراق جزئي (حتى يكون الدخان كثيفا) لمادة قابلة للاشتعال موجودة داخل خزان معدني. ويعمل مكبس على إطلاق الدخان الناتج عبر فتحة بشكل مخروط. وقد تكون المادة المحترقة ورق مقوى غير معالج أو غير ذلك.