المناطيد، المعروفة أيضًا باسم البالونات، هي نوع من المركبات الجوية التي تستخدم الهواء الساخن أو الهيليوم للارتفاع في الهواء. على الرغم من استخدام المناطيد أو البالونات لأول مرة في الحفلات والاحتفالات، إلا أنها سرعان ما أصبحت وسيلة نقل مهمة، خاصة في المجال العسكري.
يُنسب اختراع المنطاد (البالون) بشكل عام إلى الأخوين (Montgolfier)، (جوزيف ميشيل) و (جاك إتيان)، اللذين قاما ببناء أول منطاد ورقي في عام 1782. كان هذا البالون مليئًا بالهواء الساخن الناتج عن حرق القش والصوف، وارتفع إلى حوالي 24 متر في الهواء قبل أن ينزل ببطء إلى الأرض.
قام الأخوان (Montgolfier) بعد ذلك ببناء منطاد أكبر من نسيج القطن والكتان، مملوء بالهواء الساخن الناتج عن حرق الخشب والقش. في 4 يونيو 1783، تم إطلاق البالون أمام حشد كبير في أنوناي (Annonay) بفرنسا، وارتفع إلى ما يقرب من 2000 متر قبل أن ينزل بسلام إلى الأرض.
يعتمد ارتفاع البالون على مبدأ الطفو (وهو ظاهرة تحرك الأجسام في الموائع (السوائل والغازات) إلى الأعلى إذا كان محيطها أعلى كثافة منها، ومثال عليها طفو الخشب على الماء، وطفو الزيت على الماء والمنطاد والغواصة). عندما ينتج الهواء الساخن داخل البالون، يصبح أقل كثافة من الهواء المحيط ويرتفع البالون في الهواء. عندما يبرد الهواء داخل البالون، يصبح أكثر كثافة وينزل البالون ببطء الى الأرض. للتحكم في ارتفاع المنطاد (البالون)، يتم تزويده بجهاز موازنة، والذي يسمح برمي أوزان ثقيلة للنزول وإضافتها للإرتفاع.
غالبًا ما يتم ملء المناطيد أو البالونات الحديثة بالهيليوم، وهو غاز أخف من الهواء. والهليوم أكثر أمانًا من الهواء الساخن لأنه لا يتطلب احتراقًا لرفع البالون في الهواء. تصنع المناطيد الحديثة أيضًا بمواد أكثر متانة ويمكن تزويدها بأنظمة دفع وتحكم للسماح بتحركات أكثر دقة.
واليوم، تُستخدم المناطيد لأغراض متنوعة. غالبًا ما تستخدم بالونات المملوءة بالهواء الساخن في الاحتفالات والمناسبات، مثل المهرجانات وحفلات الزفاف ومسابقات البالونات. وغالبًا ما تستخدم بالونات المملوءة بالغاز في البحث العلمي والمهام العسكرية. أما المناطيد المثبتة على الأرض (Tethered balloon)، فتُستخدم في المراقبة الجوية والاتصالات.
أيضًا، بدأت الشركات الخاصة في استخدام البالونات أو المناطيد في المجالات التجارية، مثل الإعلانات الجوية والمراقبة الجوية. تُستخدم المناطيد أيضًا في عمليات الإنقاذ، حيث يمكن إطلاقها بسرعة وتوفر نظرة عامة على المناطق المتأثرة بكارثة طبيعية أو بحالة طوارئ.
وكخلاصة، تعتبر المناطيد أو البالونات من الأجهزة المفيدة والمتعددة الاستخدامات والتي تم استخدامها لعدة قرون لأغراض متنوعة. سواء تم استخدامها للترفيه أو البحث العلمي أو الاستطلاع العسكري أو النقل أو لأغراض تجارية، لا تزال هذه البلونات تمثل تقنية مهمة وهي في تطور مستمر.