لماذا يجب أن لا تأخذ معك الموز عندما تسافر ؟

النشاط الإشعاعي أو التحلل الإشعاعي هو أولاً وقبل كل شيء ظاهرة طبيعية. وبالتالي فإن العديد من الأطعمة تعتبر مشعة، دون أن يشكل ذلك خطراً على صحة الإنسان.

يرتبط هذا النشاط الإشعاعي ببعض الذرات غير المستقرة. تحتوي نواة الذرة المستقرة على نفس عدد البروتونات والنيوترونات. وهذا يختلف مع نواة ذرة غير مستقرة، حيث تكون هذه الجسيمات كثيرة للغاية.

تقوم النواة بعد ذلك بالتخلص من البروتونات أو النيوترونات الزائدة، من أجل الحفاظ على استقرار الذرة. وهذا الطرد يكون مصحوب بإشعاع معين. وهذا ما يسمى بـ "النشاط الإشعاعي".

يمكن أن يكون النشاط الإشعاعي أيضًا من مصدر صناعي، كما هو الحال في التصوير التَّشخيصي الطبي (بالإنجليزية : Medical imaging).

وبالتالي، فإن النشاط الإشعاعي ظاهرة طبيعية موجودة في كل مكان من حولنا، وحتى داخل أجسامنا. لذلك من الطبيعي أن تكون بعض الأطعمة، مثل الموز، مُشعّة.

يرجع سبب ذلك إلى وجود نظير من البوتاسيوم 40، أي ذرة تحتوي على نفس عدد الإلكترونات والبروتونات، ولكن عدد مختلف من النيوترونات.

إذا كنت تحمل موزًا في حقيبتك، ومررت عبر جمارك بعض المطارات، فقد يرن الجهاز المثبت على بوابة الأمان. لكن هذا لا يعني أنك في خطر.

في الواقع، المواد المشعة الموجودة في هذه الفاكهة هي بكميات ضئيلة للغاية. وهي تمثل أقل من 0.020٪ من الموز. بالإضافة إلى ذلك، طبيعة وكثافة النشاط الإشعاعي، في هذه الحالة، تجعله غير ضار.

مثل هذا الإشعاع الطبيعي، الذي يتكيف جسمنا معه جيدًا، لا يمتلك طاقة كافية لإحداث تغيير في بنية الذرات التي يتكون منها جسمنا. إنه إشعاع غير "مؤيِّن"، كما يقول المختصون. لذلك يمكننا أن نستهلك الأطعمة المشعة دون أي خوف.

لأن، بالإضافة الى الموز، هناك الكثير من الفواكه المشعة. يمكن ذكر، على سبيل المثال، السبانخ و الحليب و المأكولات البحرية أو حتى الفطر. تعتبر الأطعمة الأخرى، مثل الفاصوليا الحمراء أو البطاطس، أكثر نشاطًا إشعاعيًا، ورغم ذلك فهي غير ضارة للمستهلك.

الخلاصة

العنصر الذي يجعل الموز طعاما مشعًا هو وجود نظير البوتاسيوم 40 (potassium isotope) في هذه الفاكهة.

هذا النشاط الإشعاعي ليس خطيرًا على البشر، في الواقع، يتطلب استهلاك حوالي خمسة ملايين موزة دفعة واحدة حتى يتعرض الشخص لمخاطر النشاط الإشعاعي.

على الرغم من أن الموز يحتوي على جرعات منخفضة جدًا من هذا الإشعاع، إلا أن هناك وحدة يمكنها قياس الإشعاع في الموز. تُعرف هذه الوحدة باسم جرعة الموز المكافئة (BED).

وأخيرا، كمعلومة على الهامش : يسمى الموز في أغلب اللغات الأجنبية بـ "banana" أو نحو ذلك، وهي كلمة أصلها من اللغة الولوفية (اللغة الوُلوفية أو الوَلَفية هي لغة أغلبية سكان السنغال وأقلية كبيرة في موريتانيا، وعدد الناطقين بها هو 5.260.600، أغلبهم بالسنغال)، وقد يكون هناك جذور عربية في أصلها. حيث يطلق على «إصبع الموز» بـ «بنان الموز» فتسمى «الموزة» الواحدة «بنانة».