عندما كتب جول غابرييل فيرن (بالفرنسية : Jules Verne)، في عام 1864، أحد أشهر كتبه، "رحلة إلى مركز الأرض"، كان من الواضح أن هذا النوع من القصص كان خيالًا علميًا.
لكن اليوم أصبح الأمر حقيقة، حيث أصبح استكشاف "أحشاء" كوكب الأرض حقيقة واقعة. منذ عام 1970، بدأ السوفييت، في منطقة كولا، بحفر حفرة كان عمقها، بعد ما يقرب من 20 عامًا، عندما تم التخلي عن المشروع، أكثر من 12200 متر.
اليوم يريد الصينيون أن يحذوا حذو السوفييت. حيث بدأوا عملية حفر حرفة، في شمال غرب البلاد، لاستكشاف أعماق الأرض. هذه الحفرة سيصل عمقها الى 10 كيلومترات فقط، أي أقل بقليل من الحفرة الروسية. ومع ذلك ستكون أعمق حفرة حفرها الصينيون.
لإجراء عملية الحفر هذه، التي ينبغي أن تستغرق أقل بقليل من عام ونصف، تم بناء منصة حفر بارتفاع 82 مترًا.
لماذا يحفر الصينيون هذه الحفرة ؟
في الواقع، لديهم عدة أسباب. أولا قبل كل شيء، هذا المشروع لا يخلو من أهداف علمية.
في الحقيقة، يجب على فرق الحفر، من خلال حفر قشرة الأرض، العثور على صخور تعود إلى العصر الطباشيري، يبلغ عمرها حوالي 145 مليون سنة. يجب أن تسمح هذه الاكتشافات بإمكانية معرفة المزيد عن بنية وتشكيل الأرض، ولكن أيضًا عن تطورها.
يجب أن يوفر مثل هذا المشروع أيضًا معلومات إضافية حول كيفية حدوث الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل أو الانفجارات البركانية، والتي غالبًا ما تؤثر على دولة الصين. وهذا من شأنه أن يساهم في التنبأ بهذه الظواهر بشكل أفضل.
لكن الأهداف الاقتصادية ليست غائبة عن هذا المشروع، بل على العكس تمامًا. يأمل القادة الصينيون، وقبل كل شيء، الرئيس نفسه، أن يمكّن هذا المشروع من العثور على موارد طبيعية جديدة، لا سيما النفط والغاز.
حتى لو تصاعد التنديد بهذه الموارد الأحفورية اليوم بسبب تأثيرها البيئي، فإنها لا تزال في قلب المشاريع الصينية الكبرى.