إن دور مراقبي الحركة الجوية مهم وضروري. من خلال منح الإذن بإقلاع وهبوط الطائرات، فإنهم ينظمون الحركة الجوية. وبالتالي فإن سيولة هذه الحركة وسلامة الركاب تعتمد على تدخلهم. كما يجب على هؤلاء التقنيين، الذين يعرفون كيفية التحكم في أعصابهم، أن يظهروا تفاعلًا كبيرًا.
مراقبو الحركة الجوية (Air traffic control specialists)، يتجمعون في الجزء العلوي من برج المراقبة، وهو نفسه مرتفع جدًا. من أعلى ’’عش هذا النسر‘‘، تصبح لدى المراقبين رؤية واضحة لجميع مدارج المطار.
جدران حجرة برج المراقبة مغطاة بالكامل بزجاج ملون، لضمان رؤية جيدة لمراقبي الحركة الجوية. لكن هناك جزئية لافتة للنظر، حتى لو أن معظم المسافرين قد لا يلاحظون ذلك : هذه النوافذ مائلة للخارج، من الأسفل إلى الأعلى. وهذا الميل هو بالضبط بزاوية 18 درجة.
لم يتم اختيار هذا الميل بشكل عشوائي. ونجده في جميع أبراج المطارات حول العالم، التي تبنت شكل هذه النوافذ باعتباره الأكثر ملاءمة لعمل مراقبي الحركة الجوية. ومع ذلك، فإن هذا الميل ليس إلزاميًا بأي حال من الأحوال ولا توجد لائحة تفرض استخدامه.
إذا كانت النوافذ مائلة بهذه الطريقة، فهذا لتسهيل مهمة مراقبي الحركة الجوية. لقد لوحظ بالفعل أن هذا الميل يقلل من الانعكاسات الأفقية التي تسببها أشعة الشمس.
كما أنه يحد من انعكاس الشمس داخل حجرة المراقبة. وبالتالي فإن الشكل المنحني لهذه النوافذ يمنع أشعة الشمس من أن تزعج عيون مراقبي الحركة الجوية. أو على الأقل تقلل بشكل كبير من هذا الانزعاج.
لكن المطر يمكن أن يشوش الرؤية أيضًا. لذلك أدرك المهندسون أن مياه الأمطار تتدفق بشكل أفضل على النوافذ المائلة بهذه الطريقة. أخيرًا، يحد هذا الميل من تراكم رواسب الغبار على النوافذ.
وهكذا، فإن هذا الإنحناء بزاوية 18 درجة يسهل ظروف عمل مراقبي الحركة الجوية، مما يسمح لهم برؤية مدارج المطار بشكل أفضل.
كيف تعمل المراقبة الجوية ؟
في حالة سوء الأحوال الجوية، يقوم مطار (Heathrow) باختبار أحدث التقنيات.
من ارتفاع 87 مترًا، يوفر برج المراقبة في مطار (Heathrow) بلندن لمراقبي الحركة الجوية رؤية مثالية للمطار. لكن عندما يتدهور الطقس، فإنه سرعان ما يحجب الضباب عنهم الرؤية. نتيجة لذلك، بدلاً من استخدام البصر، فإنهم يلجأون الى استخدام الرادار. ومع ذلك، فإن عيب هذه الأجهزة هو الكمون أو فترة الانتظار (بالإنجليزية : Latency) وهو الفاصل الزمني بين عملية تحفيز (stimulation) ما وعملية الرد على ذلك التحفيز، أو، من وجهة نظر عامة، هو فترة التأخير الزمني بين سبب تغير فيزيائي لنظام ما تقع مراقبته والأثر الناتج عن سبب ذلك التغير، مما يبطئ عمل وحدات التحكم ويقلل من الحركة الجوية بنسبة تصل إلى 20٪.
الذكاء الاصطناعي في خدمة مراقبة الحركة الجوية في المستقبل
لعلاج هذه المشكلة، يختبر المطار في العاصمة البريطانية نظامًا جديدًا : كاميرات عالية الدقة موضوعة على مدارج المطار ومتصلة بذكاء اصطناعي قادر على اكتشاف وجود طائرة حتى عندما تكون الرؤية غير واضحة للغاية.