بعد أن فقد قضيبه إثر إصابة خطيرة في منطقة العجان (Perineum) (هي المنطقة الملساء الواقعة بين كيس الصفن والشرج عند الذكور والمهبل والشرج لدى الإناث، وتعتبر من مناطق الإثارة الجنسية لأنها غنية بالأعصاب)، تم زرع عضو تناسلي جديد لهذا الرجل الذي يبلغ من العمر 45 عامًا في ذراعه، ثم أعيد زرعه في مكانه الأصلي. سنوات من المعاناة التي رواها في وسائل الإعلام البريطانية.
قصة هذا الرجل لا يمكن تصورها، لكنها حقيقية. أفادت صحيفة (ذا صن) في عام 2022 أن (مالكولم ماكدونالد)، وهو بريطاني يبلغ من العمر 48 عامًا، عاش لمدة أربع سنوات بقضيب مزروع في ذراعه اليسرى بعد أن فقده بسبب عدوى دموية مروعة. يقول إنه شعر بالدمار، رغم أن خصيتيه ظلت سليمة. كانت رحلة مالكولم الطبية أيضًا موضوع فيلم وثائقي بعنوان "الرجل الذي يملك قضيب على ذراعه" (The man with a penis on his arm)، تم بثه على القناة الرابعة البريطانية (Channel 4) في مايو 2022.
بعد معاناته من عدوى خطيرة، "سقط قضيبه على الأرض"
يتذكر (مالكولم ماكدونالد)، بعد سنوات من المعاناة التي سببتها عدوى في منطقة العجان تحولت إلى عدوى الدم التعفنية، مما جعل أصابع يديه وقدميه وأخيراً قضيبه أسود بالكامل، "سقط هذا الأخير على الأرض" في عام 2014. ثم أوصاه طبيبه بأن يلجأ إلى البروفيسور (ديفيد رالف)، الخبير في بناء العضو الذكري في مستشفى جامعة كوليدج في لندن، الذي اقترح عليه عملية إعادة بناء فريدة تسمى رأب القضيب (phalloplasty) : حيث سيتم زرع قضيب في ذراعه اليسرى ثم زرعه في المُنفَرَج.
لكن جائحة كوفيد -19 أدت إلى تأخير عمليته، وكان على قضيب (مالكولم)، الممول من قبل النظام الصحي البريطاني، المسمى NHS، بتكلفة 50 ألف جنيه إسترليني، أن يظل ملتصقًا بذراعه لمدة ست سنوات طويلة. "هل يمكنك تخيل ست سنوات من حياتك مع قضيب يتأرجح على ذراعك ؟ " يتساءل في الفيلم الوثائقي للقناة 4. ويضيف (مالكولم) : " أسوأ شيء هو أن تعانق جدتك في عيد الميلاد فيقفز في وجهها".
عملية جراحية طويلة
اننتهت محنة مالكولم في عام 2022، بعد تسع ساعات من الجراحة. قال البريطاني "أول شيء فعلته هو النظر إلى الأسفل وقلت،" يا إلهي ! لقد فعلوا ذلك هذه المرة. أشعر كأنني رجل حقيقي مرة أخرى". القضيب المصنوع من لحم ذراع (مالكولم)، استعاد شيئا فشيئا أحاسيسه. كما أوضحت صحيفة (ذا صن)، وضع الأطباء مضخة في كيس الصفن لملئه بمحلول ملحي، من أجل إعداده لاستعادة نشاطه الجنسي. (مالكولم) سعيد للغاية لاستعادة رجولته، وصار مستعدا الآن للعثور على الحب مرة أخرى. وأوضح في مقابلة جديدة في مايو "أنا مستعد للذهاب الى مواعيد غرامية مرة أخرى. لقد مرت 14 عامًا منذ آخر مرة مارست فيها علاقة جنسية. إنها فترة طويلة جدًا بالنسبة للرجل".
على الهامش : أول عملية رأب القضيب في التاريخ
رأب القضيب هو بناء أو إعادة بناء القضيب، أو التعديل الاصطناعي للقضيب عبر الجراحة. ويُستخدم المصطلح أحيانًا للإشارة إلى عملية تكبير القضيب أو الذكر.
أُجريت أول عملية رأب عضو ذكري بغرض تغيير نوع الجنس على (مايكل ديلون)، وهو رجل متحول جنسيًا، في عام 1946 على يد الطبيب (هارولد غيليس)، وهي موثقة في كتاب (باغان كينيدي) "أول رجل من صنع الإنسان".
أجرى الجراح الروسي (نيكولاج بوغوراز) أول عملية إعادة بناء كامل للقضيب مستخدمًا غضروفًا ضلعيًا في قضيب أعيد تشكيله باستخدام شريحة من البطن بشكل أنبوب في عام 1936. جرت أول عملية لتغيير نوع الجنس من أنثى إلى ذكر في عام 1946، على يد الطبيب (هارولد غيليس)، أجراها لزميله الطبيب المتحول جنسيًا (مايكل ديلون)، وظلت التقنية التي استخدمها التقنية المعيارية لعقود. أتاح التقدم اللاحق في الجراحة المجهرية تطوير مزيد من التقنيات.