فائدة بعض أعضاء الجسم ليست دائما واضحة. مثلا، يتفق الأطباء على أن الزائدة الدودية عديمة الفائدة، على الأقل لدى البالغين. لذلك يتم إزالتها دون أن تكون هناك نتائج وخيمة على الجسم.
الأمر نفسه ينطبق على حلمات الثدي عند الرجال. ليس من الواضح ما هو الدور الذي تقوم به لديهم. نظرًا لأن الرجال لا يقومون بإرضاع أطفالهم، فقد يستغنون عن هذه الحلمات أيضا.
ولكن ليس هذا هو الواقع تماما. في الحقيقة، الرضاعة عند الرجال ليست مستحيلة. هناك تقارير عن "البيغمي" (أقزام يعيشون في وسط أفريقيا) تمكنوا من الإرضاع من خلال رعاية أطفالهم الرضع. مما يثبت أن الرجال قادرون على ذلك.
وفي مملكة الحيوان نجد الذكور، في أنواع معينة من الخفافيش على وجه الخصوص، لديها أثداء تنتج الحليب. وحتى لو لم يتدفق الحليب، فإن مص الحلمة يمكن أن يهدئ الرضيع الجائع مؤقتًا.
إنها مسألة كروموسومات
ومع ذلك، فإن الرجال لا يرضعون أطفالهم. فلماذا وهبهم الخالق هذه الحلمات التي لا تنفعهم في شيء ؟
علم الوراثة يعطينا الجواب عن هذا السؤال. نحن نعلم أن كروموسوم X يمتلكه كل من الرجال والنساء، ولكنه موجود في زوجين مختلفين، XX لدى النساء وXY عند الرجال.
حتى ستة أو ثمانية أسابيع من الحمل، يكون الكروموسوم X هو الذي يتحكم في نمو الجنين. ومن المعروف أنه مسؤول عن تكوين الأعضاء الجنسية الأنثوية وإفراز الهرمونات الأنثوية مثل هرمون الاستروجين.
تحت تأثير هذا الكروموسوم، يبدأ الثديان بالتشكل. لكن عند الأولاد، تتوقف العملية بواسطة كروموسوم Y، الذي يصبح نشطًا بعد ستة إلى ثمانية أسابيع من الحمل.
وهكذا يستعيد هذا الكروموسوم سيطرته ويضع حداً لبداية تأنيث الجنين. لكن الحلمات تكون قد تكونت بالفعل ولا يمكن إزالتها. وبالتالي فهي تعتبر بقايا من هذه المرحلة الأولى من نمو الجنين.