سرطان الثدي : هل من داع للفحص المبكر ؟

أنواع سرطان الثدي، أسباب سرطان الثدي، نسبة الشفاء من سرطان الثدي، كيف يكون وجع سرطان الثدي، علاج سرطان الثدي، شكل حبة سرطان الثدي، سرطان الثدي بالانجليزي، بحث كامل عن سرطان الثدي مع المراجع


في الواقع، لو كانت جميع أنواع السرطانات الصغيرة تتطور لتصبح كبيرة ومميتة، فإن الكشف المبكر ستكون له أهمية كبرى. ولكن الأمور لا تجري هكذا. فهناك من السرطانات من سيبقى دائما صغير الحجم ولن يتطور، وهناك نوع آخر يتقلص ويختفي تلقائيًا، وهناك سرطانات تتطور ببطء وهي التي تحتاج للعلاج، وأخيرًا هناك سرطانات تتطور بسرعة كبيرة وهي مميتة مهما حاولنا علاجها.


إنّ ما لم يتم إخباركن به هو أن معظم (السرطانات) التي يتم الكشف عنها عن طريق الفحص أو الكشف المبكر ليست خطيرة أو لا تستدعي تدخلا استعجاليا لأن : بعضها يتراجع تلقائيًا والبعض الآخر يبقى صغيرا ولا يتطور. والنتيجة : هي أن الفحص المنتظم يجعل عدد كبير من النساء عرضة لألم نفسي ناتج عن تشخيص لا لزوم له، و قد يخضعن حتى لعلاجات مكلفة مثل العلاج الكيميائي!


في الواقع، يلزم فحص 1000 امرأة فوق سن الخمسين كل عام لتجنب وفاة واحدة بسبب سرطان الثدي. قد يقول قائل، أن إنقاذ حياة واحدة من بين 1000 هو أمر جيد جدا ! ولكن لا تنسوا أن، من بين هذه الـ 1000 أيضا، هناك حوالي 10 نساء سيخضعن لعلاج لا لزوم له (العلاج الكيميائي وحتى إزالة الثدي لدى بعضهن !) وحوالي 200 امرأة سيعشن في قلق نفسي نتجية فحص لا أساس له من الصحة.


إن الفحص أو الكشف المنتظم هو قرار يخص كل امرأة. فإذا كنت تعانين من أحد الأعراض، فلا تترددي في الخضوع للفحص. وإذا كنتي بطبيعتك متخوفة وتودين القيام بصورة اشعاعية للثدي، للاطمئنان، فافعلي ذلك. ولكن إذا كنتي تتمتعين بصحة جيدة و ترين أنه لا فائدة من فحص إشعاعي ضار، فلا تنخدعي بأكذوبة أكتوبرالوردي ! لأن الأهم، لتفادي السرطان، ليس هو الفحص المنتظم، بل هو اعتماد نمط حياة صحي !


في الواقع، خلال شهر أكتوبر الوردي يتم انفاق ملايين اليوروهات على حملات توعوية للكشف أو الفحص المنتظم لسرطان الثدي، في حين يكفي التذكير بضرورة اتباع أسلوب حياة صحي، فعلى سبيل المثال : تناول زيت الزيتون مع نظام غذائي مثل الذي تتبناه شعوب ’’ البحر الأبيص المتوسط‘‘ يخفض بنسبة 67٪ خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما ترتبط مستويات جيدة من فيتامين (د)، أيضا، بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بسرطان الثدي. ونقص الميلاتونين (الهرمون المنظم للساعة البيولوجية) هو أحد أسباب الاصابة بالسرطان، وهذا ما يفسر لما النساء اللاتي يعملن ليلاً هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.


ولماذا لا يتحدثون أيضًا عن مزيلات رائحة العرق التي تحتوي على الألومنيوم والتي تسبب سرطان الثدي ؟  لماذا لا يتم نصح النساء بعدم الافراط في تناول منتجات الألبان، التي يشتبه في أن هرموناتها قد تسبب سرطان الثدي (والبروستاتا) ؟ لماذا لا يتم تحذير النساء من أن تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي ؟ هل تريدون الجواب ؟ لأن هذه التوصيات يمكن أن تجعل اللوبي الصيدلي، وشركات صناعة مستحضرات التجميل، وشركات صناعة الألبان وكل (الشركات الكبرى) التي تقرر في الكواليس ما يجب بثه في وسائل الاعلام، تخسر الكثير من الأموال. لذلك لا تنخدعن، وابحثن عن المعلومة من مصادر مستقلة لاتحركها أية مصلحة.


ملحوظة : كل المعلومات الواردة في هذا المقال هي بغرض تقديم المعلومة فقط لا غير. إذا كنتي تعانين من مشكلة صحية فلا تترددي في استشارة أهل الإختصاص.