لتقييم النمو الاقتصادي لبلد ما، يستخدم صندوق النقد الدولي (IMF) الناتج المحلي الإجمالي (GDP). هذا المؤشر هو الذي سيسمح لنا تحديد أغنى دولة في أفريقيا.
من بين العديد من الدول التي تشكل إفريقيا، تبرز دولة نيجيريا الواقعة في غرب أفريقيا كأقوى اقتصاد في القارة. والواقع أن نيجيريا، التي يقدر ناتجها المحلي الإجمالي بنحو 477 مليار دولار في عام 2022، تتصدر مباشرة ترتيب أغنى الدول الأفريقية، متقدمة على مصر وجنوب أفريقيا. علاوة على ذلك، وفقا لتوقعات النمو لصندوق النقد الدولي، لا ينبغي أن يشهد هذا التصنيف أي اضطرابات في السنوات القادمة. وسوف تظل نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القارة، والتي يزيد عدد سكانها على 200 مليون نسمة، صاحبة الاقتصاد الرائد في أفريقيا لفترة طويلة قادمة. ومن المتوقع أن تشهد البلاد نموًا في ثروتها ووصول الناتج المحلي الإجمالي إلى 915 مليار دولار في عام 2028. ومن شأن ذلك أن يوسع الفجوة مع مصر، ثاني أكبر قوة اقتصادية في أفريقيا.
القوة الاقتصادية لنيجيريا، أغنى دولة في أفريقيا
وتعود القوة الاقتصادية لنيجيريا بشكل رئيسي إلى احتياطياتها النفطية الهائلة، والتي ساهمت بشكل كبير في نمو البلاد. لكن قطاع النفط لا يمثل سوى جزء من مواردها. إن نيجيريا تزخر بالفعل بالموارد الطبيعية القيمة مثل الغاز الطبيعي والفحم والقصدير والحديد والمعادن الأخرى. وقد أتاح تنوع هذه الموارد للبلاد تطوير اقتصاد متنوع وخلق فرص استثمارية في مختلف القطاعات. تعتبر الزراعة أيضًا أحد ركائز الاقتصاد النيجيري، حيث تتوفر على مجموعة واسعة من المحاصيل والحيوانات في جميع أنحاء البلاد. وتساهم الصادرات الزراعية، بما في ذلك زيت النخيل والكاكاو والمطاط، بشكل كبير في عائدات نيجيريا.
التحديات التي تواجه أكبر اقتصاد في أفريقيا
على الرغم من قوتها الاقتصادية، تواجه نيجيريا العديد من التحديات، بما في ذلك الفساد، وعدم الاستقرار السياسي، وعدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، وانعدام الأمن في بعض المناطق. هذه المشاكل تعيق الإستفادة من كل إمكانات البلاد وتؤثر على توزيع الثروة. بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتمادها المفرط على النفط يجعل الاقتصاد النيجيري عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية. ومن الممكن أن يكون للأزمات النفطية، على وجه الخصوص، تداعيات كبيرة على الاقتصاد الوطني واستقراره.